أخرستوس آنستي .. اليسوس آنستي
المسيح قام.. بالحقيقة قام
فى العصور الأولى للمسيحية حيث كانت نيران الاضطهاد مشتعلة اتخذ المسيحيون شعارًا لهم ابتهاجًا بقيامة المسيح من بين الأموات بمثابة تحية يتعارفون بها ويتشددون بها فى ضيقاتهم ومخاوفهم، فكان إذ التقى واحد بآخر يقول "اخرستوس آنستى" فيجيبه صديقه "اليسوس آنستى" فكانت هذه الكلمات تضيْ قلوبهم وسط ظلام الضيق وتجعلهم يقبلون الموت بفرح وسرور، هذه التحية التى حفظها لنا التاريخ هى الأساس الذى قامت عليه مسيحيتنا، فقيامة المسيح هى محور الإيمان والرجاء بل هى الحدث الأكبر والأهم في قلب تاريخ الكنيسة.
المسيح قام
المسيح قام بذاته.. وكان لابد أن يقوم ليغسل ما لحق به من أهانات وعذابات وبصق وجراحات من اليهود والرومان واللص الشمال تكلم أيضًا وهو مصلوب يسار الصليب بكلمات كلها جراح للمسيح، لقد صلبته أمة اليهود ولكن ما إن قام البار حتى صارت الشعوب تتعبد له.. وملوك تسجد أمام مجده، فهو الذى تركه الجميع ساعة صلبه ورفعه على عود الصليب وكان أول الجموع تلاميذه عدا تلميذا واحد وهو يوحنا الحبيب ومن بعد قيامته ملايين البشر سفكوا دمائهم الذكية فى سبيل إعلان لاهوت مجده.
ولما أرادوا إعلان قضية موته كتبوا بثلاثة لغات (يسوع الناصرى ملك اليهود)، فصلب المخلص وكانت علة الصلب فوق رأسه، أما فى يوم الخمسين فلم تشتهر بثلاث لغات فقط، بل أشهرت جميع اللغات مجد قيامته.
المسيح قام.. هذا ما ترتل به جنود السماء وما ينادى به الوعاظ وما يكرز به الخدام، وما يؤمن به الشعوب على مر العصور وما رنم به الملاك يوم القيامة المجيد ليعلن للمريمات عن فرح السمائيين بقيامته ولكي يزف لهم البشرى السعيدة.. "ليس هو ههنا، لكنه قام".
بالحقيقة قام.. فنفرح في هذا اليوم مع القديسين الذين كانوا يترقبون هذا الحدث العظيم، نفرح مع العذراء مريم التي انستها القيامة ما عانته من أحزان لمشاهدة إبنها الوحيد وهو يعانى الآلام (بعد أن جاز فى نفسها السيف)، نفرح مع النسوة حاملات الطبيب اللواتى سبقن وأتين إلى القبر باكرًا يوم.. نفرح مع القديسين مع شعب الله ومع الكنيسة ومع كل الذين يفتخرون بالقيامة ويتهللون بها ونقول أخرستوس آنستى.. اليسوس آنستى، المسيح قام.. بالحقيقية قام.