الخطيب بين الحسبة والأسطورة !
هو ليه الخطيب "حسبة".. ولمن لا يعرف المغزى المتعارف عليه من مصطلح "حسبة".. يعنى أنه ليس شخصًا عاديًا ولا يجوز أن تحسبه على حالة بعينها فلا هو اللاعب الحريف فقط ولا الإداري الناجح فقط ولا النموذج الإنساني الراقي فقط.. عندما يكون الإنسان أكبر من كل تلك الحسابات.. إذن هو "حسبة"!
طيب وهو ليه بيقولوا عليه أسطورة مع أن المعنى اللغوي لـ الأسطورة هي الخرافة أو الحكاية التي لا أصل لها.. المقصود بوصفه أسطورة في المفهوم الشعبي يعنى حكاية تقترب من الخيال من فرط إعجازها. وما بين الحسبة والأسطورة يتأرجح الكابتن محمود الخطيب والحسبة تمتد منذ أن كان لاعبًا غير عادى لم تنته حياته بمباراة اعتزاله مثل كثيرين بل بدأت من جديد ليواصل بناء الحسبة وسطر الأسطورة.
والخطيب الذي أدار حياته داخل المستطيل الأخضر بنجاح كبير تغلب على فكرة الخروج من الملعب إلى مساحة الظل والعتمة التي تاه فيها عدد كبير من نجوم كرة القدم. كان يعرف ماذا سيفعل بعد الخروج من الملعب وجهز نفسه لملعب آخر أعطى فيه لناديه ما لم يعطه أثناء وجوده مجرد لاعب في فريق حيث انضم إلى فريق آخر تمامًا.
في كل المساحات التي أتيحت لمحمود الخطيب كان ماهرًا فيها وسجل أهدافه بنجاح وأصبح نجمًا جديدًا في كل فريق عمل انضم إليه واتسم بشخصية مستقلة لا تفارق العمل الجماعي. وقد اجتاز الخطيب امتحانات عسيرة على مستوى صحته فصبر وعبر كما اجتاز العديد من الاختبارات الشاقة الأخرى التي قد لا يمكن البوح بتفاصيلها قريبًا وربما بعيدًا أيضًا.
من أصعب الاختبارات التي عبرها بحنكة وقدرة.. امتحان اختطاف الأهلي وهو الاختبار الأصعب في حياة الرجل عندما خاض برفق وحسم وشرف وأمانة سفينة الخروج الآمن من مخطط السيطرة على الأحمر الذي حيك بليل!
بالأمس كان الخطيب يستقبل ضيوف النادي على حفل إفطاره السنوي وعندما وقف الخطيب "خطيبًا" لم يتكلف في حديثه وبدا كما كان دومًا يستمد قوته من نفس المساحة التي لاحقته لاعبًا وأيدته مديرا ووقفت بجواره رئيسا.. إنه الجمهور.. الجمهور أحد أهم ملامح الأسطورة!!