ما أجمل أن نتحلى بخلق الأمانة؟!
ما أحوج مجتمعاتنا في هذه الأيام لاستنهاض الهمم للتحلي بخلق الأمانة الذي يفرض على كل فرد أن يقوم بواجبه في مواجهة الغش والتدليس جنبًا إلى جنب جمعيات ومنظمات حماية المستهلك لكن يبقى الدور الشعبي مهمًا لا غنى عنه؛ فهذا الخلق النبيل يحمي بلادنا من أي تجاوزات أو سلوكيات خطيرة وهو القادر على ضبط المعاملات..
الأمانة مصدر الثقة بين الناس بعضهم بعضًا وعن طريقها تأتي المكاسب الحلال والأرباح.. وهي أساس كل الفضائل ومن يتربى على الأمانة يعيش حياة سعيدة لما يلقاه من ثقة الناس فيه وحبهم له فلا يشكك أحد في سلوكياته ولا يرتاب في مقاصده ونواياه.
إن وجود الأمانة يعني تنظيف الأسواق من المعاملات المحرمة والمشبوهة وردع كل من تسول له نفسه ممارسة أي فساد اقتصادي، وكما قلت سلفا لا تكفي الرقابة وحدها لخلق أسواق ومعاملات نظيفة بل لابد أن يسبقها ويتوازى معها أخلاق صالحة تجعل المواطن المستهلك يقظًا لا يفرط في حقوقه ويمارس دوره بوعي ورشد في مجابهة المحتكرين والمتلاعبين بالسوق فلا ينساق مثلًا وراء شائعات يرددها بعض الخبثاء بأن هناك موجة غلاء قادمة فيسارع الناس لشراء سلع لا حاجة لهم إليها بقصد التخزين فيزداد الطلب وترتفع الأسعار فعليًا في ظل وجود معيار حاكم للسوق وهو العرض والطلب.