لا دين لمن لا أمانة له!
الغش من أكبر المحرمات في الإسلام وهو خيانة للأمانة التي يأمر الله تعالى بها في قوله تعالى (إِنَّا عَرَضْنَا ٱلْأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلْإِنسَٰنُ ۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)، وقد يحدث الغش في كل أمر من أمور الحياة، ففي التجارة يكون الغش لترويج سلعة فاسدة وزيادة الربح، وفي المظاهر الاجتماعية لرفع منزلة إنسان وضيع أو تزكيته، حيث لا يستحق التزكية، وفي العمل بألايؤدي الإنسان ما هو مطلوب منه أو يكذب على صاحب العمل، أو يفشي سره وكلها مظاهر دالة على ضعف إيمان العباد وطغيان الحياة المادية وسيطرتها على أهوائهم.
الأمانة إذن هي كلمة السر في انضباط السلوك الفردي والجمعي لأي مجتمع؛ وهي فضيلة شبه غائبة رغم أهميتها القصوى التي جعلتها صنوًا للدين وعلامة على الإيمان.. وفي الحديث الذى رواه أبوهريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبرة طعام فأدخل يده فيها فابتلت أصابعه فقال: « ما هذا ياصاحب الطعام ؟ قال: أصابته السماء يارسول الله. قال: أفلا جعلته فوق الطعام كي يراها الناس، من غشنا فليس منا». كما ورد في الحديث: "آية المنافق ثلاث، إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان".
خيانة الأمانة تجر في ذيلها رذائل عديدة تحط من قدر الإنسان أمام نفسه وأمام الله وأمام الناس، وهو ما نراه كثيرًا في أيامنا هذه حتى باتت الأمانة ذكرى من تراث الزمن الجميل.. ألا ترى في واقعنا اليومي عمليات لتقليد ماركات عالمية تباع على أنها أصلية.. ألا ترى غشًا فى قطع غيار سيارات أو زيوت مستخدمة تؤدي لـ حوادث أو كوارث طرق تزهق الأرواح وتبدد الممتلكات العامة والخاصة.. ألا ترى سلعًا غذائية يجري تصنيعها فى بير السلم وتعمل على انتشار الأمراض والأوبئة الخطيرة، ألا ترى غشًا دوائيًا، رغم خطورته التي تصل إلى الوفاة أو الإصابات المختلفة المهددة للحياة.. هناك أمثلة كثيرة للغش ومضاره والتي ندفع جميعًا ثمنها غاليًا وخصوصًا الفقراء.