كيف يدخل الملايين الجنة بينما هي مصممة للأتقياء؟ عمرو خالد يجيب |فيديو
قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن أكثر صفتين في الإنسان يدخلانه الجنة من الباب الواسع بنص القرآن، هما: الإحسان والتقوى، مفسرًا لماذا هاتين الصفتين على وجه التحديد؟، بأن "الجنة مصممة للناضجين.. الأنقياء، وهما مرتبطتان بالإحسان والتقوى.
ووصف خالد، في رابع حلقات برنامجه الرمضاني، "حياة الإحسان"، الذي يذاع عبر قناته على موقع "يوتيوب"، الإحسان بأنه "قمة الوعي والنضج بالله وبحقيقة الكون وحقيقة الحياة، لأن معناه "أن تعبد الله كأنك تراه""، بينما عرّف التقوى بأن "تجعل اختياراتك في الحياة وفق مرضاة الله (منتهى النقاء)، وأن تعمل على سد الفجوة بين ظاهرك وباطنك.. سرك وعلانيتك، (قمة النقاء النفسي).
وأضاف: الإنسان بدون التقوى "يفتقد للنقاء، والجنة مصممة للأنقياء"، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق"، وقول الله تبارك وتعالى: "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ".
وأشار إلى أن "التقوى هي فعل مدفوع بالحب لا الخوف، مغروسة في القلب. وعندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم: يارسول الله ما رأس الأمر؟، أجاب: رأس الأمر تقوى الله. وعندما قال له للصحابة: أوصنا يا رسول الله، قال كلمة واحدة: اتقوا الله".
وتابع خالد ناصحًا: "حتى لو ارتكبت ذنبًا يمكنك أن تتوب وتعود مجددًا إلى التقوى: " إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ". وهناك ملايين البشر يدخلون الجنة مباشرة من القبر، والسبب هو تقوى الله، "وَإِنْ مِنْكُمْ إِلًّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا"".
وشدد على أن "إرادة الله لعبادة: دخول الجنة، "وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ". لكن كيف يدخل الملايين الجنة، بينما هي مصممة للأتقياء؟، قال خالد إن "الله برحمته عمل 10 محطات تنقية، تزود نضجك ونقاءك لأجل أن تدخل الجنة.. أربعة في الدنيا، ثلاثة في القبر، ثلاث في الآخرة" على النحو التالي:
محطات التنقية في الدنيا
1- الاستغفار والتوبة (ورد استغفار يومي "تنقية يومية"، حتى تعود للتقوى، تتوب فتكون التوبة تنقية لك).
2- الابتلاءات (تنقية ونضج، إما أن تستفيد منها، فتزداد نضجًا، وتتصرف بإحسان، لأنك ترى الله، وإما ألا تستفيد منها نضجًا، لكن تنقيك من الذنوب.
3- مواسم الطاعات ذات الثوب العالي، مثل رمضان ("لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ"، "من صام يومًا لله باعد الله بينه وبين النار 70 خريفًا").
4- سكرات الموت (أحد الصالحين يقول في لحظات الموت: "اجمد ياشيخ أحسن داخلين على لقاء ربنا خلاص.. هانت.. يالا قول الشهادة.. هو بيلقن نفسه).
وأوضح خالد أن من يتصف بالصفات الأربع السابقة (استغفار وتوبة، وابتلاءات، وسكرات الموت، ومواسم الطاعات)، فهو من أهل الجنة، حين يستكمل درجاته بجزء من تقواه وإحسانه، وجزء من التنقية، لكن إن لم يستكمل، فسيمر في القبر بثلاثة أشياء، حددها على النحو التالي:
- رهبة دخول القبر.
-ضمة القبر.
-كيف يدخل الملايين الجنة بينما هي مصممة للأتقياء؟.. تعرف على الإجابة سؤال الملكين.
واستطرد قائلًا: "إن كنت من الأتقياء، المحسنين المتقين، فلن تمر برهبة دخول القبر، لأنه سيكون روضة من رياض الجنة، وضمة القبر ستصبح مثل الحضن، وسؤال الملكين سيكون امتحانًا سهلًا: من ربك؟، ربي الله، ما دينك؟، ديني الإسلام، ما رأيك في الرجل الذي بعث فيكم؟، محمد رسول الله، نم قريرًا حتى تدخل الجنة".
وبين خالد أن "مقدار رهبة القبر وضمته وسؤال الملكين على قدر الباقي من تقواك وإحسانك، أما غير النقي، فستكون رهبة القبر وضمته له "عصرة"، لهذا سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم سماها "ضمة" وليس "عصرة"، لأنها حضن وحنان لمن استكمل وعصرة لمن لم يستكمل".
محطات التنقية يوم القيامة
فيما حدد خالد 3محطات للتنقية يوم القيامة، قائلًا: "إذا لم يكتمل نقاؤك، ستكون أهوال يوم القيامة على قدر ما تبقى من نقائك ونضجك، ثم تكون شفاعة الملائكة، وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وشفاعة أولياء الله الصالحين، وأخيرًا عفو الله عز وجل، ينادي يوم القيامة: شفع الأنبياء، شفع المرسلون، شفع الملائكة، شفع حبيبي محمد، أفلا أعفو أنا؟".