عمرو خالد يقدم 3 رسائل ربانية تنجيك من التخبط في ظلمات الحياة | فيديو
كشف الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي عن ثلاث رسائل هداية ربانية، قال إنها تنجي الإنسان من التخبط في ظلمات الحياة، وذلك عندما يبدأ تقوى الله، فيسمعها، وعندما يُحسن يعينه على تنفيذها، فتكتمل الهدايا "إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون".
وعرف خالد في ثاني حلقات برنامجه الرمضاني "حياة الإحسان" عبر قناته على موقع "يوتيوب" معنى التقوى بأن لايفقدك الله حيث أمرك، ولا يجدك حيث نهاك، وذلك على قدر استطاعة المرء، "فاتقوا الله ما استطعتم".
مكانه التقوى
ووصف التقوى بأنها "نور يبصر لك الطريق لحل مشكلتك: "ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب"، التقوى تفتح عينيك، وتجعل روحك شفافة، فترى النور: "ومن لم يجعل الله له نورًا فما له من نور".
ما العلاقة بين الهداية والتقوى؟
قال خالد إن أول آية في القرآن: "ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين"، وعد من الله بأن تكون الهداية للمتقين، كأن معنى الآية: "إنما الهدى للمتقين"، جمعت الهداية والتقوى، لأن التقوى هي باب الهداية، لو لم يكن في التقوى غير أنه يهديك الصراط المستقيم لكفت.
وحدد خالد رسائل الهداية الربانية على النحو التالي:
الأول: صوت الفطرة (فطرتك التي غرسها الله بداخلك تذكرك بالقيم والدين والأخلاق.. وهو ما يسمى في علم النفس صوت الضمير).
الثاني: صوت الشغف والحلم بداخلك.. صوت الإحسان. فالله تعالى خص كل إنسان بإحسان يميزه عن غيره.. منطقة تألقك وإبداعك.. وهذه رسالتك في الحياة.. أن تخرج موهبتك من داخلك. وهو في علم النفس.. صوت يناديك إلى النجاح لتحقيق ذاتك اسمه (state of flow)، منطقة التألق، ينادي الإنسان لمنطقة شغفه.
الثالث: رسائل الهداية الربانية اليومية، وهي صوت داخلي من الله لك، إلهام يقذف في قلبك، وهو ما يُسمى في علم النفس بالحاسة السادسة، كما في قصة أم موسى عليه السلام: "وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه"، فالوحي هنا إلهام قذف في قلبها، وهو نفس الصوت الذي سمعه يوسف عندما رموه إخوته في البئر وهو طفل.. الوحي هنا إلهام في قلبه: "وأوحينا إليه لتُنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون".
كيف أفرق بين الرسالة الربانية ووسوسة الشيطان؟
قال خالد: "طالما ليست بإثم.. كأن تسمع صوتًا يقول لك: طلق مراتك.. لا تطلقها.. ارفد فلان.. لا ترفده.. كل ما كان شرًا لا تسمع إليه.. حتى الرؤيا، فالرؤيا الحلوة رسالة من الله، إن رأى خيرًا فليحدث به.. ويستبشر به.. ولو رأى شرًا لا يتحدث ولا يخاف منه، لأنه من الشيطان".
ما العلاقة بين التقوى والهداية؟
أشار خالد إلى أن التقوى تعمل على سد الفجوة الكبيرة بين ظاهر الإنسان وباطنه، التي تعمي الإبصار وبصيرته عن رؤية الحقيقة، فتصاب رؤيته بالتشوش، لكن بالتقوى تحصل الهداية، وتحسن الرؤية، ومن ثم يحد الانسجام مع نفسك.
كيف تصل للهداية؟
أجاب خالد بأنه "لابد من التقوى، والإحسان معًا، وهو أن تفعل أحسن ما تستطيع فعله. "فمن اتقى وأصلح (إحسان) فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون". النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم أرني الحق حقًا، وارزقني اتباعه، وأرني الباطل باطلًا، وارزقني اجتنابه".
وعرّف التقوى بأنها تخلية (ترك الفعل الخطأ)، والإحسان تحلية، (فعل إيجابي مؤثر)، وقال إن الهداية تحتاج إلى التخلية والتحلية معًا، لذلك دائمًا ما يأتي في القرآن: "إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون"، "للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم".
وتحدث خالد عن تجربته الشخصية، قائلًا: "مررت بهذه التجربة في حياتي، تهت في الدنيا، وعندما عشت بالاثنين معًا: التقوى والإحسان، ذقت نعمة البصيرة، وكان هناك رؤية وانسجام مع النفس".
وحث خالد على الانتباه للرسائل الربانية التي يرسلها الله للإنسان، معتبرًا أن "رمضان رسالة ربانية.. دعوة أمك لك رسالة ربانية.. المواقف حولك كلها رسائل ربانية.. الستر ليس صدفة.. الصحة ليست صدفة.. الحب ليس صدفة.. الرزق ليس صدفة".
وقال إن هناك رسائل ربانية ربما لايجيد الإنسان استقبالها، عازيًا ذلك إلى "التشويش الهائل، فغياب التقوى يشوش على أجهزة استقبالك لها، وعدم الإحسان: أن تصلك الرسائل ولا تنفذها".