كأس السلم والسلام!
في حفل قرعة المونديال أطلق رئيس الإتحاد الدولى لكرة القدم إنفانتينو على كأس العالم ٢٠٢٢ وصف كأس السلم والسلام، وذلك بعد أن وجه نداء إلى قادة العالم بوقف الحروب والصراعات.. وجاء ذلك بعد أن قال أمير قطر الشيخ تميم أن المونديال الذى تستضيفه بلاده هذا العام لا يقتصر على المتعة فقط وإنما يرمى إلى أهداف أسمى تتمثل في تعارف وتقارب الشعوب.. ولعل ذلك يضفى سمات سياسية على المونديال خاصة بعد أن تم استبعاد المنتخب الروسى من استكمال التصفيات المؤهلة له واعتماد فوز المنتخب البولندي!
تسييس الرياضة
ويأتى ذلك بعد أن كان القائمون على إدارة شئون كرة القدم بصفة خاصة والرياضة بصفة عامة في العالم ينأون بأنفسهم عن أى عمل أو موقف فيه شبهة تسييس للرياضة، حتى ولو كان موقفا رافضا للظلم والقمع والإحتلال كما كان الحال مع إعلان المساندة للشعب الفلسطيني الذى يعد الشعب الوحيد فى العالم الذى لم ينل استقلاله حتى الآن ويعاني من إحتلال عنصرى بشع.. فهل تمهد كلمات رئيس الفيفا لنهج كروي جديد يسمح بتسييس الرياضة وتحديد منافسات كرة القدم؟!
لقد تحولت منافسات الكرةْ إلى صناعة وتجارة مربحة للأندية واللاعبين والمدربين والاداريين والإعلام الرياضى وشركات الرعاية والدعاية والإعلان.. وقد فتح ذلك الباب لظهور فساد مالى أطاح ببعض القادمين على شئون الكرة في أوروبا والعالم.. والآن بعد أن يتم تسييس منافسات الكرة هل يفتح ذلك الباب للفساد السياسى أيضا وذلك باستخدامها كأدوات ضغط سياسى وتدخل فى شئون الآخرين من قبل بعض الدول خاصة تلك التى لجات إلى ذلك فعلا في عقاب روسيا بعد إندلاع حرب أوكرانيا؟
ثم أن القيم الإيجابية والأخلاق لا تتجزأ.. فإذا كان الإتحاد الدولى لكرة القدم يتبنى الدعوة من أجل السلم والسلام، فالأولى به أن يتخذ موقفا رافضا لممارسة العنف في المنافسات الكروية التى يشرف عليها أو تشرف عليها الإتحادات الإقليمية والوطنية.. أى إذا كان وصف مونديال ٢٠٢٢ بمونديال السلم والسلام فإنه يتعين عليه أن يعاقب من مارسوا العنف في السنغال ضد لاعبى منتخبنا الوطنى حتى تستقيم أمور الرياضة ولا يشوب هذه الصفة للمونديال شائبة.