الإعلام الرياضي وعادته القديمة!
فور انتهاء مباراة منتخبنا مع السنغال لم يضيع اعلامنا الرياضى وقتا وعاد إلى عادته القديمة.. أى إلى الترويج للتعصب والتركيز على ما لا يفيد الكرة أو الرياضة بنشر وإذاعة كل هفوة على لسان للاعب سابق إعتزل اللعب وإمتهن الإعلام أو مدرب لم يحرز بطولات أو مسئول في نادى تشغله أمور أخرى غير شئون ناديه!
وبذات النهج السابق الذى يغلب عليه الهوى وأيضًا المصالح الخاصة الضيقة ويفتقد المسئولية، يتم الآن تناول مصير ومستقبل منتخبنا الكروى، وشئون الكرة فى البلاد.. لذلك عدنا نسمع من إعلامنا الرياضى ذات الأسماء المكررة التى دوما كمرشحين لتولى القيادة الفنية لمنتخبنا، بل وبعض أسماء المديرين الفنيين الذين سبق أن قمنا من قبل عقب إخفاقات كرويةَ تعرضنا لها، ونسمع أيضا ذات الكلام المحفوظ المتكرر عن الخطط الكروية التى يتعين أن ننفذها عالميا وقبلها افريقيا وعربيا.
إن أصل مشكلة اعلامنا الرياضى أن من يمارسه ليسوا إعلاميين وإنما هم لاعبى كرة سابقين اعتزلوا اللعب وإمتهنوا الإعلام باعتباره أربح وأقل مجهودا من مهنة التدريب أو مهنة الإدارة، بينما الإعلام مهنة تحتاج لإعداد ودراسة من قبل من يمتهنه ويمارسه، وبدون الإعداد والدراسة سوف تهدر قواعد تلك المهنة المهمة والمؤثرة في الرأى العام، وسوف تضيع أسس وأصول العمل الإعلامى، بل سوف يتحول العمل الاعلامى إلى ما يشبه كلام غير المتخصصين وهم يقتلون الوقت في المقاهي في أهون الأحوال، وفي أخطر الأحوال كما هو حادث الآن سوف يكون الإعلام سبيلا لنشر الكراهية والترويج للتعصب الرياضى المقيت الذى تسبب في كوارث رياضية فقد فيها العشرات من جماهير الكرة حياتهم.
وإذا كنا نقول أن النهوض بالكرة المصرية يحتاج لإصلاح شامل وجذرى للمنظومة الكروية والرياضية كلها، فإن إصلاح الإعلام الرياضى هو بند أساسى ومهم وضرورى من بنود هذا الإصلاح المنشود.