ما هو كتاب العقيدة الذي يقتنيه كل سلفي ولا يتنازل عنه
يعد كتاب "التوحيد في العقيدة" للشيخ محمد عبد الوهاب مؤسس السلفية الوهابية واحدًا من أهم الكتب التي يقتنيها كل سلفي ويحرص على اتباع تعليماته، ويندر أن يكون هناك سلفيًّا لم يقرأه أو ينصح به غيره من السلفيين؛ إذ يقيس بأحكامه فساد وصلاح العقائد.
أهمية الكتاب لدى السلفية
ويوزع السلفيون الكتاب أحيانا بالمجان؛ إذ يرون أن مَن يخالف شيئا مما فيه ابتداع وضلال وقد يصل الأمر إلى الكفر، ويدهم هذا الكتاب رؤية السلفية عن نفسها أن منهجها معصوم وعقائدها هي الحق المبين.
ويرى معارضو السلفية أن الكتاب العام عن العقيدة الإسلامية وشروحاتها يحتوي على 26 حديثا بعضهم يعده بعض الباحثين ضمن الأحاديث الضعيفة، لكن تكمن أهميتهم في استشهاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب بهم في رؤيته للمسائل العقدية، كما يضم أيضا أحاديث منكرة أو موضوعة، وأحاديث آخرى بين مرسل ومنقطع وموقوف ومعضل ومعلول وضعيف.
ويأخذ معارضي السلفية على أنصارها تنكرهم لكتب المخالفين في العقيدة التي لا تلقى قبول عندهم ولو كانت كل أحاديثها صحيحة رغم ما يشوب كتاب التوحيد المرجع الأساسي للسلفية من ثغرات ومشكلات عقائدية، على حد قولهم.
عن السلفية وتاريخها
والسلفية هي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين وتابعي التابعين، باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من أحاديث النبي.
وتتمسك السلفية بالنقل الكامل لكل ما كان يدور في عصر الصحابة، ولا تخرج عنه قيد أنملة، وتقوم في جوهرها على التزام منهج القدامى في فهم النصوص الشرعية، وتعتبرهم وحدهم المرجع الجامع، الذي يجتمع عليه السلفيون، وبهذا يلتزمون أيضا بكل ما تعنيه السلفية في اللغة، من حيث الرجوع للسابقين زمنيًا في كل شيء.
وبرزت السلفية بهذا المصطلح على يد الإمام ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام بإحياء الفكرة من جديد بمنطقة نجد في القرن الثاني عشر الهجري، وانتشرت منها إلى المنطقة العربية والإسلامية، ومن أهم أعلامها، عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح بن عثيمين، وصالح الفوزان.