أغنياء الحروب والأزمات!
من الطبيعي أن يتولد على هامش الحروب والأوبئة انتهازيون -على كل شكل ولون- يتربحون من الأزمات ويتاجرون بالحروب، ويستغلون الناس ويسمى هؤلاء أثرياء الحرب وهم من يتاجرون في السلاح والموت وملابس الجند ومأكلهم ومخلفات الحرب في كل عصر سواءٌ أكانوا دولًا أو أفرادًا وهؤلاء أثروا ولا يزالون ثراءً فاحشًا من الحروب تارة ومن الوباء تارة أخرى.. في سباق رهيب بلا رحمة ولا ضمير للتربح من تصنيع أدوات الدمار في الحروب تارة.. ومن السبق في إنتاج الفاكسين أو اللقاح في الأوبئة تارة أخرى.
وهي متطلبات ستبقى مطلبًا للناس ما عاش بينه الوباء.. وهي مستلزمات أثرى من ورائها أفراد وشركات كثيرة وجنت ولا تزال عشرات المليارات من الدولارات دون أن يعرف أحد حتى هذه اللحظة أسباب هذا الوباء ولا متى سوف يختفي.. ولا لماذا تراجعت مخاوف الدول والأفراد بشأنه مع اندلاع الأزمة الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا حتى أن دولًا بعينها رفعت القيود وفتحت الحدود وتخلت عن الإجراءات الاحترازية المشددة.. كما أن وزارة الصحة أعلنت منذ أيام عن انتهاء ذروة الموجة الخامسة لفيروس كورونا؟!
أما الأكثر إيلامًا ومرارة وقبحًا أن يأتي أناس من بني جلدتنا يتربصون بشعبنا الدوائر ويسارعون حتى قبل أن تصل إلينا شظايا تلك الحرب وتداعياتها الاقتصادية فيرفعون أسعار السلع الغذائية بلا مبرر ولا سبب واضح اللهم إلا مص دماء الشعب والمتاجرة بأقوات الغلابة.. هؤلاء هم أشد خطرًا وضررًا لمصر وشعبها؛ هؤلاء هم المستغلون والمحتكرون الذين يعطِّشون الأسواق ويحجبون السلع حتى يشتد الطلب عليها فترتفع أسعارها بصورة لا يتحملها السواد الأعظم من الناس لاسيما مع اقتراب شهر رمضان الذي يعرف الجميع أن معدلات الاستهلاك تتضاعف فيه بصورة تفوق ما يستهلكه المصريون طيلة العام.