رئيس التحرير
عصام كامل

مواصفات الطرق الصوفية التي تلتزم بأحكام الكتاب والسنة وتاريخ التصوف الإسلامي

الصوفية
الصوفية

يكثر الجدل عن مشروعية إقامة الطرق الصوفية ومهامهما، في ظل شيوع صورة ذهنية عن الصوفية مؤخرا تتخلص في حلقات الذكر والدروشة والرقص أمام موائد الطعام، وغيرها من المظاهر التي تبعد التصوف عن جوهره الحقيقي الذي عرف به في التاريخ.

التمسك بالكتاب والسنة 

وبحسب الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، الطريقة الصوفية ينبغي أن تتصف بأمور أولها التمسك بالكتاب والسنة؛ إذ إن الطريقة هي منهج الكتاب والسنة، وكل ما يخالف الكتاب والسنة فهو ليس من الطريقة، بل إن الطريقة ترفضه وتنهى عنه. 

ويضيف جمعه: الطريقة ليس لها تعاليم منفصلة عن تعاليم الشريعة بل جوهرها، وللتصوف ثلاثة مظاهر رئيسية حث على جميعها القرآن الكريم، وهي: الاهتمام بالنفس، ومراقبتها، وتنقيتها من الخبيث، قال تعالى: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا.

ويوضح شيخ الطريقة الصديقية، أن الطريقة الصوفية تعتني دائما  بكثرة ذكر الله عز وجل، إذ قال سبحانه يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله.

وأضاف: من وظائف الطريقة تعليم اتباعها الزهد في الدنيا، وعدم التعلق بها والرغبة في الآخرة وفقا لقوله تعالى: وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ. 

أما عن شيخ الطريقة، يقول الدكتور على جمعة: هو الذي يلقن المريدين الأذكار ويعاونهم على تطهير نفوسهم من الخبث، وشفاء قلوبهم من الأمراض، فهو القيم، أو الأستاذ الذى يرى منهجًا معينًا هو الأكثر تناسبًا مع هذا المريض، أو تلك الحالة، أو هذا المريد أو الطالب.

ويضيف: كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن ينصح كل إنسان بما يقربه إلى الله وفقًا لتركيبة نفس الشخص المختلفة، فكان من الصحابة رضى الله عنهم من يكثر من القيام بالليل، ومنهم من يكثر من قراءة القرآن، ومنهم من كان يكثر من الجهاد، ومنهم من كان يكثر الذكر، ومنهم من كان يكثر من الصدقة.

والصوفية أو التصوف هو مذهب إسلامي، لكن وفق الرؤية الصوفية ليست مذهبًا، وإنما هو أحد ‏مراتب الدين الثلاثة الإسلام، الإيمان، الإحسان، ومثلما اهتم الفقه بتعاليم شريعة الإسلام، وعلم ‏العقيدة بالإيمان، اهتم التصوف بتحقيق مقام الإحسان والسلوك وتربية النفس والقلب وتطهيرهما ‏من الرذائل وتحليتهما بالفضائل، وهو الركن الثالث من أركان الدين الإسلامي الكامل بعد ركني ‏الإسلام والإيمان، بحسب الصوفية. ‏

 

وانتشرت حركة التصوف في العالم الإسلامي مع قدوم القرن الثالث الهجري كنزعات فردية تدعو إلى الزهد وشدة العبادة، ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا مميزة متنوعة معروفة باسم الطرق الصوفية.

الجريدة الرسمية