باحث سلفي: ليس صحيحا أن الشافعية أباحوا اتخاذ القبور مساجد والتبرك بها
رفض خالد أبو أحمد، الداعية السلفي، استناد انصار التصوف إلى ما نسب إلى علماء الشافعية وأئمتهم فيما يتعلق باتخاذ القبور مساجد والبناء على القبور وقصد العبادة عندها والتبرك بها وتقبيلها والتمسح بجدرانها، زاعما انها لاسند لها من الحقيقة.
مخالفات تروج عن الإمام الشافعي
أضاف: كلها مجرد إدعاءات ومن يقول بها يخالف الإمام الشافعي رحمه الله ومذهبه فيما يتعلق بأهم أصول الدين، لافتا إلى أن الثابت عن أئمة المذهب الشافعي يحرم اتخاذ القبور مساجد والبناء عليها وقصدها للعبادة والتبرك بها والتمسح بجدرانها فضلًا عن الطواف حولها، على حد زعمه.
أضاف: يقول الإمام الشافعي في «الأم»(1/278) أخبرنا مالك: أن رسول الله قال: «قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، لا يبقی دینان بأرض العرب، وأكره هذا للسنة والآثار، وأنه كره أن يعظم أحد من المسلمين ويتخذ قبره مسجدًا، ولم تؤمن في ذلك الفتنة والضلال على من يأتي بعد، فكرة لئلا يوطأ، فكره لأن مستودع الموتى من الأرض ليس بأنظف الأرض.
تابع: الكراهة عند المتقدمين في الشافعية تعني التحريم، كما تطلق ايضا على التحريم في كتاب الله، يقول الله (:(كُلُّ ذَٰلِكَ كَانَ سَيِّئُهُۥ عِندَ رَبِّكَ مَكۡرُوهٗا ـ الإسراء.
أردف: يقول ايضا العلامة النووي في شرح حديث جندب ولعنه في صحيح مسلم قال العلماء إنما نهى النبي عن اتخاذ قبره وقبر غيره مسجدا خوفا والمبالغة في تعظيمه والافتتان به، فربما أدى ذلك إلى الكفر کما جرى لكثير من الأمم الخالية.
وينقل الباحث عن ابن حجر الهيتمي ــ من الشافعية – قوله: أعظم المحرمات وأسباب الشرك، الصلاة عند القبور واتخاذها مساجد، أو بناؤها عليها.
عن السلفية وتاريخها
والسلفية هي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين وتابعي التابعين، باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من أحاديث النبي.
وتتمسك السلفية بالنقل الكامل لكل ما كان يدور في عصر الصحابة، ولا تخرج عنه قيد أنملة، وتقوم في جوهرها على التزام منهج القدامى في فهم النصوص الشرعية، وتعتبرهم وحدهم المرجع الجامع، الذي يجتمع عليه السلفيون، وبهذا يلتزمون أيضا بكل ما تعنيه السلفية في اللغة، من حيث الرجوع للسابقين زمنيًا في كل شيء.
وبرزت السلفية بهذا المصطلح على يد الإمام ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام بإحياء الفكرة من جديد بمنطقة نجد في القرن الثاني عشر الهجري، وانتشرت منها إلى المنطقة العربية والإسلامية، ومن أهم أعلامها، عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح بن عثيمين، وصالح الفوزان.