باحث: السلفية ليست معصومة والانتساب للإسلام أفضل وأبقى
قال سلطان بركاني، الكاتب والباحث، أن السلفية ليست معصومة، ولا معارضيها كذلك، لافتا إلى ضرورة النقد البناء حتى يقف الجميع على أرض يمكن النقاش من خلالها.
السلفية ليست الإسلام
أضاف: من حق السلفي أن يقلّد الألباني وابن باز وابن عثيمين، لكن ينبغي له أن يعلم أنّ هؤلاء الثّلاثة هم ثلّة من علماء المسلمين، وليسوا وحدهم العلماء، وأن فتاويهم واختياراتهم التي اتفقوا فيها ليست هي الدين، إنما هي مذهبٌ في الدين، وهناك مذاهب أخرى لعلماء آخرين، قد يكونون أفقه وأعلم من هؤلاء الثّلاثة في أبواب كثيرة.
استكمل: باب العصمة أغلِق بوفاة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وإذا كان السّلف الصّالح الذين هم خير قرون هذه الأمّة ليسوا معصومين آحادا وأفرادا، إنّما عصمتهم في منهجهم وفيما اجتمعوا عليه، فكيف بمن هم دونهم وبمن ينتسب إليهم؟
لا توجد عصمة في الإسلام
أردف: مِن حقك أن تنتسب إلى السلفية، لكن ليس من حقّك أن تنسِب العصمة إلى الجماعة التي تنتسب إليها، وتظنّ أنّ الحقّ ينحصر فيها ولا يخرج عنها؛ فالله -جلّ وعلا- لم يكتب العصمة لأيّ جماعة أو طائفة من الأمّة، إنّما كتبها للأمّة حين تجتمع، والدّليل على هذا حديث النبيّ -صلّى الله عليه وآله وسلّم- “إنَّ اللَّهَ قد أجارَ أمَّتي أن تجتمِعَ علَى ضلالةٍ” (حسّنه الألباني).
تابع: انتسابك إلى السلفية مباح، ما لم تتعصب، لكن ليس من حقّك أن تظنّ أنّ هذه النّسبة أفضل من الانتساب إلى الإسلام، لأنّك بذلك تزعم أنّ النسبة التي اخترتَها أنت أفضل من النسبة التي اختارها الله العليُّ الأعلى لعباده: مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاس.
أضاف: إذا كنت ترى أنّ الانتساب إلى الإسلام أصبح غيرَ كافٍ لتمييز الحق، بحجّة أنّ هناك مسلما سنيا وآخر شيعيا، وبين السنة هناك السلفي وهناك الأشعري وهناك الإخوانيّ وهناك التبليغي، فهل النسبة إلى السلفية أصبحت كافية؟
أي سلفية أحق في الاتباع
أردف: هناك سلفية علمية وأخرى جهادية، والسلفية العلمية تنقسم إلى سلفيات كثيرة، ومن حقنا أن نسألك عن السلفية الحقة في نظرك، هل يمثلها الشّيخ ربيع المدخليّ وأنصاره، أم الشيخ محمّد المدخلي ومن ناصره، وهل يمثّلها الشّيخ فركوس ومن انحاز إليهم؟!
اختتم: إذا بقي الأمر ملتبسا عليك، فتذكّر الحقيقة التي لا يختلف فيها مسلمان، عندما تُردّ روحك إلى بدنك وأنت في قبرك، فلن تسأل عن الجماعة التي كنت تتبعها، ولا عن المذهب الذي اخترته، إنّما تسأل عن ربّك وعن نبيك وعن دينك