لماذا تحرم السلفية مظاهر المغالاة في الأحزان على الموتى؟
ترفض السلفية تماما البكاء على الموتى، وما يصاحب ذلك من مظاهر يعتبرها السلف مبالغ فيها وبعضها يخرج عن صحيح الدين، ويرجعون ذلك إلى العادات والتقاليد المتوارثة من القبلية وأيام الجاهلية، التي لايهتم الناس بالسؤال عنها وموقف الشرع منها.
البكاء الممنوع عند السلفية
والبكاء الممنوع عند السلفية بحسب القطب السلفي إبن باز هو النياحة، رفع الصوت، وشق الثوب، ولطم الخد، استنادا لقول النبي ﷺ: ليس منا من لطم الخدود، أو شق الجيوب، أو دعا بدعوى الجاهلية ويقول ﷺ: أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة.
يضيف: "الصالقة" أو التي ترفع صوتها عند المصيبة، والشاقة التي تشق ثوبها عند المصيبة، والحالقة التي تحلق شعرها عند المصيبة، أو تنتفه، ممنوع أيضا، أما دمع العين، والبكاء بدمع العين هذا ليس به بأس استنادا لقول النبي في الحديث الصحيح لما مات ابنه إبراهيم: العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون.
ويقول النبي أيضا: إن الله لا يعذب بدمع العين، ولا بحزن القلب، وإنما يعذب بهذا أو يرحم وأشار إلى لسانه، عليه الصلاة والسلام، فالمحرم هو رفع الصوت باللسان، والنياحة، أما البكاء العادي من دون رفع الصوت؛ فلا بأس به، نعم.
والسلفية هي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين وتابعي التابعين، باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من أحاديث النبي.
وتتمسك السلفية بالنقل الكامل لكل ما كان يدور في عصر الصحابة، ولا تخرج عنه قيد أنملة، وتقوم في جوهرها على التزام منهج القدامى في فهم النصوص الشرعية، وتعتبرهم وحدهم المرجع الجامع، الذي يجتمع عليه السلفيون، وبهذا يلتزمون أيضا بكل ما تعنيه السلفية في اللغة، من حيث الرجوع للسابقين زمنيًا في كل شيء.
وبرزت السلفية بهذا المصطلح على يد الإمام ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام بإحياء الفكرة من جديد بمنطقة نجد في القرن الثاني عشر الهجري، وانتشرت منها إلى المنطقة العربية والإسلامية، ومن أهم أعلامها، عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح بن عثيمين، وصالح الفوزان.