لم نصل إليهم.. ولا تعارض مع الدين (2)
يواصل فضيلة المفتي كلامه عن ضرورة تنظيم النسل لمواجهة مشكلة الإنفجار السكاني لافتًا إلى أن طريق التنمية ليس سهلًا بل مليء بالمعوِّقات التي لا بد من القضاء عليها؛ وأحد أهم هذه المعوقات يتمثل في الزيادة المُطَّردة في عدد السكان؛ فإنها كما تُعد عقبةً في طريق تحقيق النمو الاقتصادي تُعد كذلك سببًا مباشرًا في الفقر والجهل والمرض، معتبرًا أن القضية السكانية قضية أمن قومي لها تأثير سلبي مادي وبدني ومعنوي كبير على الأسرة فضلًا عن المجتمع..
والشريعة تهدف إلى مجتمع قوي بأفرادُه بدنيّا وخُلقيًا وعلميًّا وثقافيّا وروحيّا؛ فالإسلام لا يقصد مجرد وجود نسلٍ كثيرٍ لا قيمة له ولا وزن، وإنما يُريده قويّا، فليس للإسلام غرض في كثرة النسل إن كان يؤدي إلى الجهل والفقر والمرض وعدم الرعاية؛ لافتًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم: “تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها، قالوا: أَوَمن قِلَّة نحن إذن يا رسول الله؟ قال: بل أنتم حينئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل”.
أضاف المفتي إن محاربة الانفجار السكاني قضية تحتاج إلى رفع درجة الوعي والإدراك لدى المصريين، حيث أصبح المواطن مدركًا تمامًا للعواقب الوخيمة التي تنتج عن الزيادة السكانية غير المنظمة وهذا يتأتى بتكاتف الجميع أفرادًا وجماعات ومؤسسات وعلى رأسها منظمات العمل الأهلي..
فالكل لابد أن يعمل تحت راية واحدة هي راية العزيزة مصر الوطن، ولابد من التعاون مع المؤسسات المهنية بتطوير الخطاب الإعلامي والديني وتنميته للتصدي ل الزيادة السكانية وتشجيع الإعلاميين والخطباء على تناول هذه القضية وخاصة الكوادر المؤهلة والقادرة على ذلك وعقد دورات تدريبية متطورة للإعلاميين والخطباء في مجال التوعية بهذه المسألة مع التركيز على كشف السلبيات التي تحلق بالفرد والمجتمع.