لم نصل إليهم.. ولا تعارض مع الدين (1)
ما زالت هناك فئات منا للأسف لا تعي حجم وخطورة المشكلة السكانية.. ربما لم ننجح -كما قلت- في الوصول إليهم وإقناعهم! علاج المشكلة السكانية له مداخل وأبعاد عديدة، فمن الناحية الدينية يمثل فهم الخطاب الديني أزمة كبيرة، وهو ما يحتاج لإعادة تقديم صحيح الدين بطريقة مغايرة تصل لكل الفئات، وثمة فتاوى تؤكد إتفاق تنظيم النسل مع صحيح الشرع؛ وهنا يحسن بنا العودة لما قاله مفتي الجمهورية العالم المتخصص الدكتور شوقي علام بأن الإسلام قد أرشد إلى السعي للارتقاء بحياة البشر جميعًا، ويظهر ذلك في ثلاث وظائف جعلها الإسلام من مهمة الإنسان، وهي عمران الأرض، واستخلاف الإنسان فيها، ثم الإصلاح؛ وهذا المفهوم الإسلامي المعاصر قد تكامل في رؤية الدولة المصرية للتنمية المستدامة.
ولفت إلى أن تنظيم النسل لا يتعارض مع ما جاء في القرآن الكريم من النهي عن قتل الأولاد خشية الفقر؛ إذ أن هذا التشريع متعلق بقتل النفس أو الجنين الذي له روح مستقرة، ولا يمكن أن يكون حجة أو أساسًا للقول إن القرآن ينهى عن تنظيم النسل.. كما أن الأخير لا يتعارض مع قوله صلى الله عليه وسلم "تناكحوا تناسلوا فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة"، موضحًا أن الحديث فيه الحث على الزواج والنهي عن العزوف عنه ثم التباهي إنما يكون بالقوة والكيف الذي تتمتع به الذرية عن طريق توفير الرعاية والعناية الكافية.
مشيرًا إلى أنه في عهد السيسي تقدر الجمهورية الجديدة قيمة الإنسان وتجعل من المواطن المصري الركيزة الأساسية للتنمية الشاملة والمستدامة ومن ثم كانت مبادرات الرئيس السيسي المتعددة في مجالات الصحة والتعليم ومكافحة الفقر والقضاء عليه من أعظم المنجزات التي تسعى لتوفير حياة كريمة للمواطن باعتباره الركيزة الأساسية في عملية التطور الشاملة التي تنفذها الدولة، مؤكدا أن العمل والتكسب وحفظ البدن والترفه بالنعم واستخراج ما في الأرض من خيرات واستصلاحها، وسد حاجات الناس المعتبرة وتجنب الفساد والإفساد؛ فكل ذلك ونحوه هو من الإصلاح.