رسالة يمامة والنبراوى
ثمة رسالة واضحة أرجو ألا يخطئها من يعنيهم الأمر فيما أسفرت عنه مؤخرا انتخابات حزب الوفد وانتخابات نقابة المهندسين.. فقد فاز في هذه الانتخابات من يسعون لتنشيط وإحياء العمل النقابى والعمل الحزبى.. فإن أوضاع حزب الوفد لم ترض أغلبية أعضاؤه الذين شاركوا في هذه الانتخابات، وذات الشىء حدث في انتخابات نقابة المهندسين.. ولعل أبرز ما أدلى به من تصريحات فور الفوز كل من الدكتور عبدالسند يمامة والمهندس طارق النبراوي كان يتعلق بإعادة إحياء حزب الوفد بعد تجمد وشلل إصابة من خلال إعادة المستبعدين من الحزب، وتنشيط نقابة المهندسين لخدمة كل أعضاءها.
العمل الحزبي والنقابي
ولعل ذلك ينبهنا إلى أنه قد حان الوقت لإحياء دور الأحزاب السياسية -موالاة ومعارضة- وإعادة الإعتبار للعمل السياسى مجددا الذى لم يستمر الأمل كثيرا بعد تنحى مبارك في إمكانية تنشيطه، وأيضًا تنشيط دور النقابات المهنية التى فترت همتها أو إرتاح البعض لحالة الجمود التى اصابتها.
إن فوز عبدالسند يمامة وطارق النبراوى هو أمر يحسب للدولة التى تركت الانتخابات تجرى فيها بحرية ودون تدخل من قبل أحد اجهزتها لدعم من كانوا يحسبون أنهم قريبون للحكومة وهذا أمر يحسب لها وليس عليها.. ولذلك على الدولة أن تستثمر ذلك الأمر في أن تدفع في إتجاه تنشيط العمل الحزبى والعمل النقابى أيضا.. فإن العمل الحزبى يسهم في تحقيق صلابة المجتمع وتماسكه في مواجهة محاولات أهل التطرف التى لم تتوقف حتى الآن لتقويض كيان دولتنا الوطنية..
أما العمل النقابى فنحن نعيش الآن عام المجتمع المدنى، والنقابات المهنية مثل النقابات العمالية هى أحد المكونات المهمة للمجتمع المدنى وتضم من ينتمون للطبقة المتوسطة التى تعد قاعدة أى تماسك للمجتمع، وفي ذات الوقت تعد هى محرك أى تغيير مجتمعى أيضا.
إن التحديات التى تواجه الدولة المصرية كبيرة وتتزايد في ظل إرهاب لم ينته بعد وأوضاع إقليمية غير مواتية وأزمة اقتصادية عالمية وتربص سياسى بنا مازال مستمرا واستقطاب دولي زاد بعد إندلاع الحرب الاوكرانية.. وبالتالى نحن نحتاج لقاعدة سياسية تشكلها أحزاب نشطة فاعلة لا يقتصر دورها فقط على توزيع كراتين السلع الغذائية أو تنظيم الدورات الرياضية، ونحتاج أيضا نقابات مهنية فاعلة ومؤثرة محصنة ضد إختراق جماعات الإسلام السياسى التى تترقب فرصة للسيطرة التى سبق أن مارستها على هذه النقابات واستخدمتها في تحقيق مشروعها للتمكين في المجتمع والسيطرة على السلطة. وقبل ذلك كله فإن الأحزاب السياسية والنقابات المهنية هى أحد مؤسسات الدولة.