قشة زيلينسكى!
منذ أن اندلعت حرب أوكرانيا والرئيس الأوكراني أشبه بالغريق الذي يمسك بقشة أملا فى النجاة من الغرق!.. هذه القشة كانت فى البداية هى انتفاض الأمريكان والأوربيين والدخول فى الحرب لانقاذه وحماية بلاده ووقف زحف القوات الروسية عليها.. وعندما خذلوه وأعلنوا بوضوح انهم لن يتورطوا فى حرب مباشرة مع روسيا سواء بضم أوكرانيا فورا لحلف الناتو أو من من خلال فرض حظر جوى فى سماء أوكرانيا، أمسك زيلينسكى بقشة أخرى هي قيام الأمريكان والأوربيين بتزويده بطائرات بديلة للطائرات الاوكرانية التى دمرتها روسيا فى بداية الحرب..
لكن هذا الطلب لم يقدروا أيضا على الاستجابة له بعد ان كشرت روسيا عن أنيابها وأعلن الرئيس الامريكي بايدن إن ثمة صعوبات لوجستية تمنع توصيل طائرات بولندية إلى أوكرانيا.. وبعدها تعلق زيلينسكى بقشة تصعيد العقوبات الاقتصادية على روسيا بوقف استيراد النفط والغاز الروسى، لكن هذه القشةَ أفلتت من يده أيضا بعد أن رفض الاوربيون بوضوح ذلك حتى لا يلحقوا الأذى بأنفسهم مثلما فعلوا بخصوص طلب سابق ل زيلنسكى بطرد روسيا من نظام سويفت بشكل كامل!
ولذلك لم تعد هناك الآن فى يد زيلينسكى وهو يعيش تحت تهديد القتل أو الإمساك به من قبل الروس سوى قشة المفاوضات مع روسيا.. وهذا يفسر إعلانه مؤخرا عن استعداده لبحث شروط روسيا فى هذه المفاوضات التى تتعلق باعترافه بضم القرم وانفصال جمهوريتى الشرق والتزام الحياد.. غير أنه رغم إعلانه ان المفاوضات الجارية في بيلاروسيا قد أحرزت بعض التقدم فأنه يراهن على مفاوضات مباشرة مع الرئيس الروسى بوتين، وعرض على رئيس الوزراء الاسرائيلى استضافتها فى القدس، مستفيدا بالعلاقات الروسية الإسرائيلية التى اتسمت بالتعاون فى سوريا، والتقارب الآن في أمر إحياء الاتفاق النووي الإيراني.. إلا أن هذه القشة الأخيرة في حوزة بوتين من الجانب الآخر!