الحل يبدأ من هنا!
ما أكثر ما قيل عن مخاطر الانفجار السكاني.. وما أقل ما تحقق من حلول ونتائج إيجابية في معالجة هذه المشكلة؛ فزيادة السكان تعني باختصار فقدان التوازن بين نمو السكان من ناحية والموارد الاقتصادية للدولة من ناحية أخرى.. ولقد تفاقمت تلك الزيادة جيلًا بعد جيل حتى باتت نتائجها مخيفة تلتهم جهود التنمية وعوائدها وكل مشروعات بناء الجمهورية الجديدة؛ فثمة 2.5 مليون مولود سنويًا وهو رقم يعادل تعداد دول صغرى..
والسؤال: لماذا وصلنا لهذه الحال؟! والجواب: لأسباب عديدة؛ أهمها أن الفئة المعنية بكثرة الإنجاب لا تدرك حجم التحدي بدرجة كافية ولم تقنعهم الوسائل المتبعة بضرورة تنظيم النسل؛ ذلك أن تعليمنا كان إلى وقت قريب يعتمد على الحفظ والتلقين ومن ثم تخريج أجيال لا تعي مقتضيات العصر وهو ما يجري تغييره الآن كليًا بنظم يخاطب العقل ويقوي الإدراك.. إذن الحل يكمن في الوعي..
كيف نقنع شعبنا بأسباب قوية تؤثر في عقولهم وتدفعهم ل تنظيم النسل اقتناعا وطوعًا وليس إكراهًا بقرارات فوقية أو أقوال معلبة.. الأمر الذي يعني أننا ما زلنا في حاجة لتناول ومعالجة مختلفة أكثر دينامية وتأثيرًا وحسمًا.. ولتكن البداية بالتركيز على تغيير السلوك الجمعي عبر تغيير الثقافة التقليدية وتكثيف جرعات التوعية والتثقيف حتى يصبح سلوك الناس نابعًا من ثقافتهم وقناعتهم وإيمانهم بأن ضرر الزيادة السكانية أكبر بكثير من نفعها؛ فإذا كان من حق الفرد أن ينجب فمن حق الدولة والمجتمع أن يحقق التقدم والنمو المأمول ومن حق الأجيال القادمة أن تجد فرصًا في الحياة ورصيدًا كافيًا في الموارد.