رئيس التحرير
عصام كامل

لأسباب سياسية وتاريخية.. سر إطلاق العثمانيين لفظ الوهابية على السلفية

أنصار السلفية
أنصار السلفية

تطلق كل المذاهب والاتجاهات الإسلامية، سواء الرسمية منها أو حتى تيارات الإسلام السياسي لفظ السلفية الوهابية على التيار السلفي، لكن اللافت أن السلف لايرتاحون لهذه التسمية، ولاسيما أن لها خلفيات سياسية تعود إلى عصر الخلافة الإسلامية والصراعات التي دارت في شبه الجزيرة السعودية مع الدولة العثمانية، ولازال استخدام اللفظ مرتبطا بالخلافات الفكرية التي أساسها السياسة والمنافسة بين التيارات المختلفة، فما القصة ومن أين جاء اللفظ. 

 

صاحب وصف الوهابية 

تقول سماح محمد، الكاتبة والباحثة السلفية: إن أول من أطلق لقب الوهابية الذي يردده أعداء السلفية الآن، هم الأتراك العُثمانيون بحسب خير الدين الزركلي، صاحب كتاب الوَجيز في سِيرَة الملك عَبد العزيز

وتوضح الباحثة أن اسم الوهابية اخترعتهُ الدعاية العثمانية في عهدي السلطانين سليم الثالث ومحمد الثاني، لافتة إلى أنهما خلف تشويه هذه الدعوة في نفوس العوام، مؤكدة أن اللفظ لم يطلق بشكل عفوي أو اعتباطي، بل أتى بعد مراجعة وتخطيط.

وتضيف: رفضوا الحركة الدينية الناشئة أنذاك في نجد على اسم من نادى بها وهو الشيخ محمد بن عبد الوهاب، حتى لا يصبح اسمها الحركة المحمدية نسبة إلى مؤسسها وتحصل على شعبية إضافية، ونسبوها إلى والده وأصبحت منذ وقتها السلفية الوهابية، مع أنه من المعلوم أن أباه لا دخل له بحركة الإصلاح، ولا يعرف عنها شيء.

وتستكمل: اختير لفظ الوهابية بالذات حتى تتوافق الحركة السلفية مع ما حدث في القرن الثاني الهجري والذي شهد قيام  دولة لبعض الخوارج في شمال أفريقيا تحت اسم الوهابية، نسبة لمؤسسها عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم.

وتضيف: كانت هذه الحركة سيئة للغاية، حاربت أهل السنة، وعطلت السنة النبوية، كما عطلت فريضة الحج، فمقتها سائر المسلمين، وهاجمها كثير من علماء الأندلس والمغرب وعلماء الشرق وألفوا في الرد عليها الكثير من الرسائل وكفرها سائر علماء المسلمين، ولهم في تفيد هذه الحركة خبيثة وتكفيرها الكثير من الفتاوى التي تزخر بها كتبهم. 

 

الربط بينها وبين الخوارج القدامى 

وتابعت: بقيت هذه الدولة حوالي مئة سنة تقريبًا حتى انتهت على يد أهل السنة في المغرب، وعندما خرج  الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدعوته تحت راية تنقية العقيدة والتوحيد من ما أسماه البدع، وإعادة الدعوة المحمدية إلى النبع الصافي وعصر النبوة، شكلت شعبية الدعوة الناشئة خطر شديد على الدولة العثمانية، فخططت لتشويها ووجدت في اسم أبيه فرصة في ربطها بالحركة الوهابية الخارجية التي ظهرت في القرن الثاني الهجري.

وتختتم: جاءوا بكتب الفقهاء السابقين التي تزخر بالفتاوى التي تكفر الوهابية وسوقوها على الناس لتكفير الوهابية وكسر شعبيتها، لافتة إلى أن السلف الآن يفضلون وصف الجماعة السلفية، أو السائرون على نهج السلف الصالح في فهم العقيدة وآيات الصفات، والذين يعبدون ربهم كما كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه بلا زيادة ولا نقصان، على حد قولها. 

الجريدة الرسمية