موقف السلفية من المجاملات والثناء على الغير
يتساءل الكثير من جماهير السلف عن موقف السلفية من مجاملات الآخر والإطراء، وهل يمكن وصف البشر بما ليس فيهم على سبيل المجاملة وطيب المعاملة مع الغير، ولا سيما أن النفس البشرية ترتاح دائمًا إلى المجاملات بكل انواعها وتحتاج لها لإضفاء نوع من التلطيف على الكلمات.
المجاملة على غير الحقيقة
ويتساءل السلف: في بعض الظروف تقتضي المجاملة بأن لا نقول الحقيقة، فهل يعتبر هذا نوعًا من الكذب؟ وترد المواقع السلفية بجواب الشيخ ابن باز، القطب السلفي البارز: إن كانت المجاملة يترتب عليها جحد حق أو إثبات باطل لم تجز هذه المجاملة.
ويختتم: أما إن كانت المجاملة لا يترتب عليها شيء من الباطل إنما هي كلمات طيبة فيها إجمال ولا تتضمن شهادة بغير حق لأحد ولا إسقاط حق لأحد فلا أعلم حرجًا في ذلك.
من هو عبد العزيز ابن باز
وعبد العزيز بن عبد الله بن باز هو قاض وفقيه سعودي، ولد في الرياض لأسرة علم، وتلقى علومه من مشايخ وعلماء بلدته، شغل منصب مفتي عام المملكة العربية السعودية حتى وفاته عام 1992 وفاته، بالإضافة لرئاسة هيئة كبار العلماء السعودية، ورئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء.
كما ورأس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، ورئاسة المجمع الفقهي الإسلامي، وشغل مدير الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة لخمس سنوات، حصل ابن باز على جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام سنة 1402 هـ الموافق 1982.
وبلغت مؤلفات ابن باز أكثر من 41 كتابًا، شملت على العديد من علوم الشريعة من فقه وعقيدة وفتوى وفكر إسلامي، والعديد من الردود على المذاهب والفرق الدينية والفكرية التي نشأت سابقًا وحديثًا، هذا عدا عشرات الرسائل الصغيرة.
ويعد ابن باز بالنسبة للسلفية إمام عصرهم، ويراه الألباني مجدد هذا القرن، ويقول عبد الرزاق عفيفي: ابن باز طراز غير علماء هذا الزمان، هو من بقايا العلماء الأولين القدامى في علمه وأخلاقه ونشاطه، كما يعتبره الشيخ محمد السبيل إمام أهل السنة في زمانه.
عن السلفية وتاريخها
والسلفية هي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين وتابعي التابعين، باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من أحاديث النبي.
وتتمسك السلفية بالنقل الكامل لكل ما كان يدور في عصر الصحابة، ولا تخرج عنه قيد أنملة، وتقوم في جوهرها على التزام منهج القدامى في فهم النصوص الشرعية، وتعتبرهم وحدهم المرجع الجامع، الذي يجتمع عليه السلفيون، وبهذا يلتزمون أيضا بكل ما تعنيه السلفية في اللغة، من حيث الرجوع للسابقين زمنيًا في كل شيء.
وبرزت السلفية بهذا المصطلح على يد الإمام ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام بإحياء الفكرة من جديد بمنطقة نجد في القرن الثاني عشر الهجري، وانتشرت منها إلى المنطقة العربية والإسلامية، ومن أهم أعلامها، عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح بن عثيمين، وصالح الفوزان.