رئيس التحرير
عصام كامل

سر تزايد الحملات السلفية لمساندة روسيا ضد أوكرانيا والغرب

بوتين ومفتي روسيا
بوتين ومفتي روسيا

تتصاعد حملات تأييد التيارات السلفية لمساندة روسيا في حربها ضد أوكرانيا ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، وبحسب العديد من الحسابات السلفية، هناك عدة أسباب لحشد هذه التيارات لمساندة الروس على ما تعتبره مساندة من روسيا للإسلام بعكس الغرب الذي يضيق على المسلمين ولاسيما السنوات الأخيرة. 

 

الاعتراف بالإسلام في القانون 

 

الإسلام معترف به بموجب القانون الروسي ومن قِبل القيادات السياسية باعتباره واحدًا من الديانات التقليدية في روسيا، وهو جزء من التراث التاريخي الروسي ومدعوم ماليًا من قِبل الحكومة الروسية.

 

يوجد أكثر من 28 مليون روسي مسلم، منهم 2.5 مليون في العاصمة موسكو، وأكثر من 250 ألف فرد في الجيش الروسي، كما يوجد قرابة  6000 مسجد في روسيا، وهناك أكثر من 5000 منظمة إسلامية مسجلة رسميًا.

 

دعم إنشاء المساجد 

 

يعزّز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من دعم إنشاء المساجد والتربية الإسلامية التي وصفها بأنها جزء لا يتجزأ من ثقافة روسيا، ويشجع على الهجرة من الدول السوفيتية سابقًا ذات الأغلبية المسلمة، بجانب المقاضاة الجنائية الصارمة لما تعتبره الدولة خطابا للكراهية ضد المسلمين، مثل الرسوم الكاريكاتورية عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

.

يوجد  في روسيا دار إفتاء ومشايخ يشاركون الحكومة والبرلمان في التشريعات الخاصة بالمسلمين والتي لا تخالف دينهم وتتماشى مع عقائدهم والعاصمة الروسية موسكو تمتليء بالمساجد يوم العيد وتعلو التكبيرات بذكر اسم الله بل تستطيع الصلاة حتى في الطريق.

.

حق الحجاب 

 

في روسيا لا يوجد قانون يمنع الحجاب في أماكن العمل أو غيرها فلكل إنسان الحرية في لباسه وعقائده، وعلى عكس الغرب، عارضت روسيا احتلال العراق في مجلس الأمن كما عارضت ضربات حلف الناتو على ليبيا. 

 

عن السلفية وتاريخها ‏

 

السلفية هي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته ‏والتابعين وتابعي التابعين، باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من أحاديث ‏النبي.‏

 

وتتمسك السلفية بالنقل الكامل لكل ما كان يدور في عصر الصحابة، ولاتخرج عنه قيد أنملة، وتقوم في جوهرها على ‏التزام منهج القدامى في فهم النصوص الشرعية، وتعتبرهم وحدهم المرجع الجامع، الذي يجتمع عليه السلفيون، وبهذا ‏يلتزمون أيضا بكل ما تعنيه السلفية في اللغة، من حيث الرجوع للسابقين زمنيًا في كل شيء. ‏

 

وبرزت السلفية بهذا المصطلح على يد الإمام ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام ‏بإحياء الفكرة من جديد بمنطقة نجد في القرن الثاني عشر الهجري، وانتشرت منها إلى المنطقة العربية والإسلامية، ‏ومن أهم أعلامهما، عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح بن عثيمين، وصالح الفوزان.‏

 

الجريدة الرسمية