الحفاظ على مصر للطيران.. واجب وطني
في الوقت الذى تعانى فيه الشركة الوطنية مصر للطيران من أزمات مالية قد تعوق مسيرتها في ماراثون المنافسة بين شركات الطيران المتعددة الجنسيات في نشاط النقل الجوى برغم خبرتها وريادتها وهى حصيلة سنوات من الجهد والكفاءة والخبرة التى يدركها الجميع.. في نفس الوقت نرى شعاعًا يضيء الطريق لها وسط ظلام دامس استمر وقتًا طويلًا نتيجة أحداث لم يكن لها يد فيها، وأيضا تداعيات فيروس كورونا الذى ضرب الاقتصاد العالمى كله ومن بينه صناعة الطيران، وكان متوقعًا أن يهتز عرش الطيران بشكل واضح، وهو بالفعل ما شاهدناه من انسحاب بعض الشركات من السوق بعد تكبدها خسائر مالية فادحة..
مصر للطيران لا يجب أن يكون أسطولها الجوى ٦٨ طائرة فقط، بينما شركات أخرى لديها ضعف أسطولها والمقارنة تظلم الشركة الوطنية، ولكن يبقى السؤال هل يمكن للشركة أن تضاعف أسطولها وهى مقيدة بالديون والقروض؟ بالطبع لا يمكن تحقيق المستهدف فما هو الحل؟ أزعم أننى متابعًا جيدًا لكل الهموم والأزمات التى لحقت بالشركة الوطنية على مدار ٤٠ عامًا وشاهدت خلال هذه المسيرة إنجازات وانكسارات وتحقيق نجاحات ولم يكن الطريق ممهدًا على مر السنين الطوال ولكن بفكر رجالها وخبرتهم وعشقهم لشركتهم حققوا الكثير والكثير ومن حقهم أن يستعيدوا مجدهم الذى تحقق على مدار سنوات..
من واجب الحكومة الحفاظ على هذا الصرح العظيم والعمل على مساندته ودعمه بالشكل الذى يجعله منافسًا حقيقيا لشركات الطيران المنافسة عملًا وليس قولًا.. العالم كله تحدث عن الطيار المصرى «وليد مراد» الذى هبط بطائرته في مطار هيثرو بمدينة لندن وسط عاصفة عاتية بمهارة فائقة تدل على كفاءة الطيارين المصريين ولم يكن الحديث عن وليد بشخصه بل لمصر للطيران التى كانت حديث العالم في المهارة والكفاءة والخبرة والاحترافية، وهذا يؤكد أن الشركة الوطنية لديها الكثير والكثير الذى يبهر العالم، ومن ثَم لا بد من تحرك سريع لإنقاذ مصر للطيران والحفاظ عليها لاستعادة مكانتها الطبيعية وهو واجب وطنى ولتكن احترافية وليد مراد حديث العالم أولى خطوات الطريق الذى يعيد الأمل المفقود للشركة الرائدة.