رئيس التحرير
عصام كامل

حرية الصحافة.. قاعدة كل الحريات

الإعلام ليس أداة للتطبيل أو التهليل للحكام والمسئولين فى كافة مواقعهم.. رسالته عظيمة وسامية للتنوير وكشف الحقائق دون تحيز أو تضليل والحفاظ على الأوطان من غدر الأعداء والمتربصين به.. الإعلام أحد أذرع القوى الناعمة التى من خلالها يتم تحريك الرأى العام نحو كل ما هو يصب فى مصلحة البلاد وليس ضدها لأنه قادر على تغيير المفاهيم وتحريك المسار نحو القضايا المختلفة وتوحيد الصفوف والعمل على الوقوف كوحدة واحدة مترابطة تجاه البغى والعدوان.. 

 

هناك نوعان من الإعلام هما الإعلام الحكومى المملوك للدولة والإعلام الخاص الأول هو لسان الدولة والآخر يدار بشكل مختلف يهدف إلى الربح والرفاهية.. حرية الإعلام من أهم مكونات الديمقراطية ودليل قاطع على ديمقراطية النظام، وبالتالى لا يوجد إعلام فى مجتمع لا يتمتع بالحرية ولا يوجد إعلام حر فى نظام غير ديمقراطى..

 

الحرية والديمقراطية

 

الديمقراطية تحدد نسبتها فى الدول من خلال نسبة الحرية التى تتمتع بها وسائل الإعلام بمختلف أنواعها فى الرأى والتعبير فى الظروف العادية وليس فى الظروف الاستثنائية كحالات الحروب والأزمات وتعرض الأمن القومى للخطر، لأن هناك آراء قد تخلق نوعا من التساؤلات وتندرج تحت مسمى الشائعات التى تؤدى إلى زعزعة الاستقرار، وهنا يكون للإعلام دور وطنى فى الحفاظ على سلامة الأوطان بتنوير الرأى العام بشفافية مطلقة دون تزييف أو تضليل للحقائق.. 

 

حرية الصحافة هى أيضًا من البديهيات المسلم بها ولا غنى عنها لديمقراطية النظام السياسى.. لقد قامت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية بتفجير فضيحة «ووترجيت» التى أطاحت بالرئيس الأمريكى الأسبق ريتشارد نيكسون، وكان لها دورها فى فضيحة بيل كلينتون الرئيس الأمريكى الأسبق والمعروفة بفضيحة «مونيكا لوينسكى» والتى كانت تعمل متدربة فى البيت الأبيض فى منتصف التسعينيات، والتى أثارت الرأى العام الأمريكى بشكل خاص والدولى بشكل عام.. 

 

 

قال الفيلسوف «فولتير» إن حرية الصحافة هى قاعدة كل الحريات.. إن حق القول وحق طباعة ما نفكر به هو حق الإنسان الحر، ولا يمكن أن ننتزعه منه من دون ممارسة طغيان هو الأكثر شناعة.. على العموم تعد حرية التعبير وإبداء الرأى من قبيل الحقوق المقدسة للإنسان بشرط أن لا تتحول هذه الحرية إلى فوضى والإضرار بالأمن القومى، وندرك أنه لا مجال للإبداع بدون حرية ولا قيمة للتقدم بدون تحقيق المزيد من الحرية.

الجريدة الرسمية