مسئولية الشعب.. ومسئولية الحكم !
عندما سارعت أمريكا ودول أوربية عديدة إلى فرض عقوبات اقتصادية مؤلمة على روسيا اهتمت أن تقول إن هذه العقوبات تستهدف الرئيس بوتين ومساعديه وقادة جيشه ولا تستهدف الشعب الروسى الصديق، رغم أن أول من تحمل آثار هذه العقوبات وسيعاني من تداعياتها مستقبلا هو الشعب الروسى الذى هبطت عملة بلاده بشدة وإرتفع التضخم فيها فضلا عن أنه صار محاصرا بشدة..
وقبلها عندما قرر الرئيس الروسى اقتحام الآراضى الأوكرانية بقواته العسكرية اهتم أن يقول أيضا أنه لا يستهدف الشعب الأوكراني وإنما يستهدف حماية أمن بلاده الذى تهدده الطغمة النازية الأوكرانية التى تريد جلب الناتو على مقربة من موسكو، رغم أن الحرب الأوكرانية أول من تحمل تداعياتها هو الشعب الأوكراني الذى إضطر نحو مليون منه فى ستة أيام فقط للفرار خارج أوكرانيا وصاروا لاجئين يبحثون عن مأوى وملاذ آمن لهم.
وهكذا.. الشعوب دوما تتحمل تبعات ما يتخذه الحكام من قرارت وينتهجونه من سياسات ويختارونه من خيارات ويتخذونه من مواقف وهذا ما تنطق به بوضوح الحرب الأوكرانية، ويؤكده تاريخ الأمم حتى قبل اندلاع هذه الحرب.. ألم يتم غزو العراق وأفغانستان بقرارات الحكام؟، وألم تندلع الحرب العالمية الثانية بقرارات من الحكام أيضا؟، وألم تندلع الأزمات الاقتصادية فى العالم وآخرها أزمة الركود التضخمى العالمى بسبب سياسات التى انتهجها الحكام وليس الشعوب؟
نعم بالطبع الشعوب عليها مسئوليات لا يمكن إنكارها عن الأوضاع التى تعيش فيها بلادها، مثل مقاومة التغيير للأفضل بسبب نقص الوعى، ولكن فى المقابل لا يمكن القبول بعدم مسئولية الحكام عما تتعرض له بلادهم من أحداث وتطورات، حتى وإن كان هؤلاء الحكام جاءوا عبر صناديق الانتخابات.. فمن يتخذ القرارات ويختار السياسات التى تنتهجها البلاد هم الحكام وليس الشعوب، حتى وإن كانت هذه السياسات والقرارات تحظى بموافقة المجالس النيابية المنتخبة.. كما أن الحكام مسئولون بحكم قيادتهم لشعوبهم عن توجيهها إلى طريق النهوض والإصلاح والتنمية والسلام.