رئيس التحرير
عصام كامل

القاهرة ومفاوضات روسيا وأوكرانيا !

اليوم الرابع فى حرب أوكرانيا هو يوم المفاوضات، وذلك بعد ان تخلى الرئيس الأوكراني عن معارضته لإجراء المفاوضات مع الروس في إحدى مدن بيلاروسيا على الحدود مع أوكرانيا.. ولذلك أعلن الوفد الروسي في المفاوضات أنه إتجه إلى تلك المدينة فعلا ليلتقى بالوفد الأوكراني.. ويأتى هذا التطور الجديد في الحرب الاوكرانية بعد أن  سعى الرئيس الأوكراني لهذه المفاوضات، وطلب من الرئيس الفرنسي ان يقنع نظيره الروسى بها.. غير أن الأمر إستغرق يومين من التجاذبات حول هذه المفاوضات ومكانها.. حيث رفض الرئيس الأوكراني إجراؤها في أكثر من مكان وعرض اجراءها في احدى الدول الأوربية المعارضة للهجوم الروسى على بلاده فى مقدمتها بولندا.. 

 

مفاوضات روسيا وأوكرانيا

 

وعندما اقترحت روسيا إجراء المفاوضات في بيلاروسيا رفض الرئيس الأوكراني لإنها تشارك الروس في هجومهم على بلاده كما قال، وطرح جنييف مكانا بديلا.. وفي ذات الوقت عرضت إسرائيل استضافة تلك المفاوضات، وكانت تركيا سبقتها فى ذلك.. ولكن بعد وقت قصير تخلى الرئيس الأوكراني  عن معارضته لإجراء المفاوضات مع الروس في بيلاروسيا وأعلن ذلك.

 

وبذلك قد تفتح تلك المفاوضات بابا لوقف إطلاق النار كما يرغب الأوكرانيون، ثم إعادة صياغة العلاقات الروسية الأوكرانية كما يريد الروس، وهو ما سبق أن أبدى الرئيس الأوكراني استعداده له قبل الهجوم العسكرى الروسى على بلاده.. لكن إحتمال تعثر هذه المفاوضات وارد ومطروح أيضا، وكل ذلك مرهون بتطور الأوضاع العسكرية ميدانيا، ومرهون أيضا بالضغوط التى تتعرض لها روسيا بعد تسارع العديد من الدول الاوربية في فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية عليها مع تزويد أوكرانيا بأسلحة جديدة، وهو الأمر الذى سوف يتضح أكثر بعد الجلسة الاولى من تلك المفاوضات المرجح أن تعقد هذه الليلة.

 

وفي كل الأحوال لماذا لا نفكر في مصر في أن نستضيف المفاوضات الروسية الأوكرانية ونعرض ذلك على الطرفين.. فنحن لنا علاقات تجارية واقتصادية طيبة مع البلدين، ومن المتضررين بالحرب التى نشبت بينهما،  ومن الدول التى تدعو وتحض على حل النزاعات الدولية بالطرق السلمية، وذلك سيوفر لنا موقع المحايد بينهما وبالتالى يجنبنا بعض  أضرار حالة الاستقطاب الدولى، ويسمح لنا بالمحافظة على علاقاتنا الاقتصادية مع الطرفين مستقبلا، بل وبعلاقاتنا مع أوروبا كلها خاصة الدول الفاعلة فيها.

 

 

لقد بادرنا بدعوة الجامعة العربية لبحث تلك الأزمة الدولية الجديدة بحثا عن موقف عربى موحد فى هذا الصدد وهى خطوة جيدة ومهمة خاصة وان تلك الحرب سوف يكون لها تداعياتها على العلاقات الدولية ويجب أن نكون مستعدين لمواجهة هذه التداعيات وقادرين على التغلب عليها.. وإذا كان لنا دور فى وقف  تلك الحرب وإنهاء النزاع بين روسيا وأوكرانيا سوف يرتب ذلك لنا دورا في الصيغة الجديدة للعلاقات الدولية.   

الجريدة الرسمية