الكوميدي ونار الحرب !
يقال أن الممثل الذى يتخصص في أدوار الكوميديا يصعب عليه أن يلعب أدوارا درامية.. غير أن رئيس أوكرانيا الذي كان حتى سنوات قليلة يحترف التمثيل وتخصص في الأعمال الكوميدية يجد نفسه الآن يلعب في الحياةَ وليس التمثيل دورا درامى جدا بعد أن اجتاحت القوات الروسية الأراضي الأوكرانية قبل بضعة أيام وهي تستهدف إبعاده عن السلطة وترغب في تولى الجيش الحكم كما قال بوتين صراحة.
إن زيلينسكى الذي احترف التمثيل رغم أنه درس القانون قادته الظروف لآن يصير رئيسا لأوكرانيا بعد أن قام ببطولة مسلسل تليفزيوني أوكراني شهير قبل سبع سنوات مضت كان إسمه خادم الشعب جسد فيه دور مدرس مغمور أتيح له أن يصبح رئيسا للبلاد في رحلةَ صعود سريعة..
وفي عام ٢٠١٩ ظفر زيلينسكى بمقعد الرئاسة كما حدث لبطل مسلسل خادم الشعب في وقت كان الأوكرانيين قد سأموا الساسة التقليديين، وذلك بعد أن وعد الناخبين بحل مشكلةَ الصراع الدامي في إقليم دونباس الذي خلف آلاف الضحايا، وتقليص النفوذ السياسي لكبار أثرياء أوكرانيا.. غير أنه لم يفى بهذه الوعود فقد استمر النفوذ السياسى للكبار الأثرياء في البلاد وتوترت أكثر العلاقات بين أوكرانيا وروسيا بعد سعيه لكسب رضا أمريكا بوعد الرئيس الأمريكى السابق ترامب بالتحقيق في قضايا فساد خاصة بإبن بايدن، وأيضًا بعد سعيه للانضمام للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
وهكذا وجد الرجل، الذي تخصص في التمثيل الكوميدي، نفسه في موقف شديد الدراما، وصل ذروته الدرامية باجتياح القوات الروسيةَ لبلاده ومطاردته للنيل منه، ولم يحرك الأوروبيون أو الأمريكان قوات لنجدته، واكتفوا بفرض العقوبات الاقتصادية على روسيا ومده ببعض الأسلحة.. بل أن الأمريكان يرغبون في استمرار هذا الموقف الدرامى أطول فترة ممكنة لاستنزاف قوة روسيا عسكريا واقتصاديا وإضعافها، ولا يهم مصير هذا الرجل!