رئيس التحرير
عصام كامل

مفاجأة اليوم الثانى للحرب !

قد يعتبر البعض أن مفاجأة اليوم الثانى لاجتياح روسيا أوكرانيا هو طلب الرئيس الأوكراني زيلينسكى الجلوس مع الرئيس الروسى بوتين للتفاوض على حياد أوكرانيا مستقبلا، وذلكَ بعد أن شعر بخذلان أمريكى أوروبى له وعدم إستجابة حلف الناتو ل أوكرانيا في صد الهجوم الروسى ووقف اجتياح القوات الروسية لبلاده، وذلك بفرض منطقة حظر جوى فوق سماء أوكرانيا تحميها من الطيران الروسي، والدفع بقوات برية تابعة للحلف تحارب القوات الروسية..

 

 وهو ما لم يستجب له الأمريكان والأوروبيون الذين أعلنوا بوضوح أنهم لن يقدموا على ذلك وسوف يكتفون فقط بالعقوبات الاقتصادية وبعض المقاطعة السياسية لروسيا التي خرقها الرئيس الفرنسي ماكرون باتصاله أمس مع بوتين لنقل رسالة الرئيس الأوكراني الخاصة بقبول حياد بلاده.



انخفاض سعر النفط

 

لكن رغم سرعة تراجع الرئيس الأوكراني بعد بضعة ساعات قليلة فقط تمكنت فيها القوات الروسية من الوصول إلى مشارف العاصمة الأوكرانية كييف، إلا أن المفاجأة الأهم من ذلك تتمثل في إتجاه سعر النفط والغاز إلى التراجع في اليوم الثانى للحرب بعد الارتفاع الذى شهدته في الساعات الأولى لليوم الأول لها، حيث إنخفض سعر البرميل من ١٠٥ إلى ٩٨ دولارا.. كما تراجعت أيضا أسعار القمح بعد القفزة الكبيرة في أسعاره أمس..  وكذلك افتتحت البورصات العالمية على إرتفاع وليس انخفاضا اليوم.. وقد فسر محللون اقتصاديون ذلك بأن العقوبات الاقتصادية التى سارع الأمريكان والاوربيون لفرضها على روسيا لم تمتد إلى مجال الطاقة وأيضا مجال التجارة بشكل مؤثر،


بل أن ثمة محللين اقتصاديين بدأوا يتحدثون الآن في ظل تلك التداعيات الاقتصادية للحرب أن يؤجل المركزى الأمريكى ما كان يدرسه بخصوص رفع أسعار الفائدة وهو ما كانت تتحسب له بلدان عديدة خاصة من أصحاب الاقتصاديات الناشئة خشية أن يؤدى ذلك إلى نزوح الاستثمارات الأجنبية منها.. 

 

 

لكن من المبكر جدا توقع كل تداعيات الحرب الأوكرانية على الاقتصاد العالمى، وعلى إقتصادنا، وإن كان الوقت الذى سوف تستغرقه تلك الحرب سيكون له دوره المهم في هذا الصدد.. ويظل من المؤكد أن هناك تداعيات بالفعل لن يسلم منها الإقتصاد العالمى وسوف تطال حتى الذين إتخذوا هذه العقوبات الاقتصادية ضد روسيا، ولذلك لا مفر من الإستعداد لمواجهة هذه التداعيات.   

الجريدة الرسمية