الإعلام.. والمهنية المفقودة!
كان الإعلام بمختلف أنواعه المرئي والمسموع والمقروء هو منارة للشعوب ورسالة تنوير وليس للتسلية والترفيه وعرض الإعلانات، لأن ذلك يعد غيابا كاملا لدور الإعلام فى تغطية الأحداث.. نجاح الرسالة الإعلامية يقاس بمدى تأثر المتابعين بها فكريًّا وعمليًّا لأن الرسالة الإعلامية تحمل فى جوفها رسالات متعددة تم بناؤها بأسلوب متقن لإيصال تلك الرسالة وتمرير مضمونها بشكل غير مباشر فى أغلب الأحيان..
البعض يفضل قراءة الصحف والبعض الآخر متابعة القنوات الفضائية، وفئة أخرى ما زالت تستمتع بالإذاعة.. كل هذه القنوات كان لها جمهورها ومحبوها.. الرسالة الإعلامية اختلفت اليوم باختلاف الأفكار والرؤى والبعد عن الواقعية واحترام عقول المتابعين، وبخاصة فى برامج بعض قنوات الفضائيات الخاصة التى أصبحت تتحدث بلسان واحد دون تمييز أو كشف للحقائق.. الإعلام ينبغى أن يتغير ولا يتعمد فرض رأيه على الغير، فهناك من يتحدث بلغة غير مفهومة، والآخر يسرد حكايات فكاهية بشكل غير واقعى ويبغى أن يصدقه المتلقون..
هناك قنوات تشبه منصات الصواريخ تطلق صواريخها (الفشنك) بغرض النيل من استقرار الدولة المصرية.. يظهرون على الشاشات ويتمايلون يمينًا ويسارًا مثل الأراجوزات.. رسالات مبتورة ونماذج لا تلقى الاستحسان، وهذا ما جعل الأغلبية تتجاهل هذه البرامج وتتابع مواقع التواصل الاجتماعى عن كثب.. الإعلام كان يعد مصدرًا لتلقى المعلومة والخبر فى كافة المجالات، بل كان أداة ناقلة لصوت الشعوب وتناول لقضايا المجتمع والإنسان، وهى مسئولية، وأيضا منبر للرسائل العادلة التى تعود بالنفع على المجتمع، وقد يحرض بشكل غير مباشر على الكراهية والعنصرية، أو قد يكون أداة لنشر الأكاذيب والتضليل الإعلامي..
قنوات الفضائيات الخاصة تواجه انتقادات نتيجة البعد عن المضمون الفعلى ل الإعلام، وقد ساهمت شبكات التواصل الاجتماعى فى تمكين حرية التعبير وأتاحت لمستخدميها إيصال آرائهم وتوضيح ردود أفعالهم إزاء خبر ما لم يتم تناوله بالفضائيات الخاصة.. المهنية انخفضت بشكل واضح فى كافة وسائل الإعلام والكل يبحث عن لقمة العيش بمختلف الطرق والوسائل.. وللأسف يجد من يدعمه رغم محدودية مهنيته، وهذه هى الطامة الكبرى.