العلم ينفي والسلفية تؤكد.. هل إرضاع الطفل من الأم الحامل يحكم عليه بالموت؟
تتمسك السلفية بمقولات عفى عليها الزمن، وأنكرها العلم كلية، منها الفتوى بمنع إرضاع الطفل لبن الأم وهي حامل، ويعتبر بحسب الإرث السلفي «غيل»، وهو حكم على المولود بالموت حتى وإن صار رجلا إذا أرضعته أمه وهي حامل، وتردد عشرات الحسابات السلفية يوميا هذه الفتاوي، وتعرضها على أنصارها، الذين يعتقدون في صحتها ولايرضون بغيرها معرفة.
معنى الغيل في السلفية
معنى الغيل عند السلف، أن تكون المراة حاملا، وفي نفس الوقت تقوم بإرضاع ابنها الصغير وهذا يسبب ضررا شديدا للطفل، ويظهر فيه بعد الكبر حتى ولو صار شابا يظهر تأثر شديد على صحته ويقتله، ولهذا السبب تسمي السلفية الغيل بالقتل السري، وتؤكد أنه يؤدي إلى موت الإنسان في شبابه، دون أن يعلم أحد أن سبب وفاته، هو رضاعته من أمه وهي حامل.
يستند السلف على حديث صححه الألباني عن رسول الله في صحيح الجامع يقول: «لا تقتلوا أولادكم سرا فوالذي نفسي بيده إن الغيل ليُدركُ الفارس فيدعثره عن فرسه.
رأي العلم في الفتوى السلفية
ينكر العلم الحديث هذه الفرضية، ويذكر مركز أطباء Mayo Clinic (مايو كلينك) وهو مركز رعاية صحية عالمي بالولايات المتحدة الأمريكية ويقصده الآلاف سنويا من جميع أنحاء العالم، أن إرضاع الطفل طبيعيا أثناء الحمل أمن للغاية، ما دامت الأم تحرص على الالتزام بنظام غذائي صحي، وشرب الكثير من السوائل.
أوضح المركز أن الإرضاع الطبيعي يمكن أن يحفز على حدوث انقباضات خفيفة في الرحم، لكن هذه الانقباضات ليست مصدر قلق أثناء الحمل غير المعقد، ويتحفظ المركز فقط على الإرضاع الطبيعي أثناء الحمل إذا كان للأم تاريخ في الإجهاض التلقائي من قبل، أو أَنجبتِ قبل اكتمال فترة الحمل فيما مضى.
لكن حليب الثدي نفسه يظل سليمًا للطفل من الناحية الغذائية خلال فترة الحمل، مع بعض التغير في المحتوى والمذاق خلال تقدم مراحل الحمل، وهي عوامل قد تؤدي إلى امتناع الرضيع عن الرضاعة (الفطام) من تلقاء نفسه قبل ولادة الطفل الجديد.
عن السلفية وتاريخها
السلفية هي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين وتابعي التابعين، باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من أحاديث النبي.
وتتمسك السلفية بالنقل الكامل لكل ما كان يدور في عصر الصحابة، ولاتخرج عنه قيد أنملة، وتقوم في جوهرها على التزام منهج القدامى في فهم النصوص الشرعية، وتعتبرهم وحدهم المرجع الجامع، الذي يجتمع عليه السلفيون، وبهذا يلتزمون أيضا بكل ما تعنيه السلفية في اللغة، من حيث الرجوع للسابقين زمنيًا في كل شيء.
وبرزت السلفية بهذا المصطلح على يد الإمام ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام بإحياء الفكرة من جديد بمنطقة نجد في القرن الثاني عشر الهجري، وانتشرت منها إلى المنطقة العربية والإسلامية، ومن أهم أعلامهما، عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح بن عثيمين، وصالح الفوزان.