أطفال سوريا واليمن وغزة!
رغم ما تستحقه مأساة الطفل المغربي ريان من تعاطف ورثاء فلماذا أغفل ضمير الإنسانية مأساة أطفال سوريا الذين تجرعوا شتى الآلام على مدى 10 سنوات حتى أن آلافا منهم غادروا ديارهم إلى بلاد أخرى لم يجدوا فيها ملاذا إنسانيا غير الخيام والعراء حتى وصفت منظمة اليونيسيف حالهم بأنه مأساة إنسانية، فمنهم 2.4 مليون طفل لم يلتحقوا بالمدرسة تمثل البنات 40% منهم.. ولم يكن أقرانهم في سوريا أفضل حالًا منهم؛ فتزايد الفقر ونقص الوقود وارتفاع الأسعار أجبرهم على ترك المدارس والانخراط في العمل بالمخالفة للمواثيق الدولية للطفولة.
ولم تقف معاناة أطفال سوريا عند هذا الحد الأليم بل ضاعفت موجة الصقيع الأخيرة التي ضربت الشرق الأوسط مأساتهم هؤلاء الأطفال الذين يعيشون مع عائلاتهم حياة مزرية في مخيمات النازحين شمال البلاد.. وفي اليمن يموت مئات الآلاف من الأطفال سنويا نتيجة أمراض فتاكة كما يعاني نحو مليوني طفل آخرين سوء تغذية حادًا في بلد يُصنف ضمن أسوأ البلدان لحياة الأطفال في العالم.. ناهيك عما يكابده هؤلاء الضحايا من أمراض وجوع وتشريد ومواجهة خطر الألغام وظاهرة التجنيد القسري.
وفي غزة أطفال يدفعون بلا ذنب فاتورة احتلال بلادهم وتشريدهم ودفعهم للإقامة لدى عائلات أقاربهم كما تؤثر الاعتداءات المتكررة على أراضيهم على العملية التعليمية ومستقبل الأطفال هناك.. وهو ما يطرح سؤالًا مهمًا: أما آن الأوان أن يحظى الأطفال التعساء والضحايا في مناطق متفرقة من العالم لاسيما في البلاد العربية المنكوبة بالنزاعات والحروب باهتمام مماثل لما حظي به الطفل المغربي ريان.. ولماذا لا يتم تسليط الضوء على مآسيهم وما أكثرها وما أفظعها.. ثم أما آن لضمير الإنسانية الذي توجع لمأساة الطفل المغربي ريان أن يتنادى لإنقاذ آلاف من الأطفال الذين يلقون نفس المصير التعس الذي لقيه "ريان" بصورة ممنهجة وأكثر بشاعة وإيلامًا؟!