لماذا تأخر الإعلان عن خليفة زعيم داعش في قيادة التنظيم؟
منذ مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي عبد الله القرشي مطلع الشهر الحالي، والتنظيم يعاني من فقدان الرؤية والتخبط الشديد، وحتى الآن لم يستقر على خلافة القرشي، وتدور التكهنات حول العديد من الأسماء، لكن يبقى الخلاف حول الطريقة التي سيختار بها التنظيم رجله الأول، وقدرة الأسماء المرشحة على ملء الفراغ يطيل أمد الأزمة حتى إشعار آخر.
محنة قتل القرشي تسيطر على التنظيم
تقول ماريا معلوف الكاتبة والباحثة، أن تنظيم "داعش" الإرهابي ما زال يعيش حالة من التخبط بعد نجاح عملية استهداف وقتل زعيمه، والعقل المخطط للكثير من عمليات التنظيم الإرهابي، المدعو عبد الله القرشي، والذي تمت تصفيته في مدينة إدلب السورية بعملية محكمة كان لجهاز المخابرات العراقي دور فيها.
وأضافت: تبدو قدرة تنظيم داعش ضعيفة على اختيار قيادات بديلة يمكن أن تملأ غياب القرشي، إذ تم خلال السنوات الماضية استهداف معظم الرعيل المؤسس للتنظيم، وتحديدا تم قتل 48 قياديًّا داعشيًّا، ولم يبق منهم سوى اسمين تدور حولهما الترشيحات لخلافة القرشي بجانب المتحدث الرسمي للتنظيم أبي حمزة الهاشمي القرشي.
وتابعت: من المحتمل تولي جمعة عواد البدري، رئيس مجلس شورى التنظيم وشقيق زعيم التنظيم السابق، أبي بكر البغدادي القيادة، وهو الاسم الذي يمكن أن يساعد في تماسك التنظيم ومنع حدوث انشقاقات محتملة من جانب بعض العناصر أو بعض الأفرع، خصوصًا بعد ارتفاع أصوات أفرع تطالب بمبدأ التدوير الخاص بجنسية زعيم التنظيم.
أضافت: لكن هناك أيضا إمكانية لتولي أبو صفاء الرفاعي، وهو الرجل الأهم والأقوى في تنظيم داعش حاليًا، والقيادي العسكري الخفي قيادة التنظيم، خلفًا للقرشي، لافتة إلى أن اسمه الحقيقي مازن نهيري، وهو من مؤسسي التنظيم الثلاثة الذين وضعوا نواته الأولى، وقد تزايدت أهمية دوره بعد مقتل أبي مسلم التركماني وعبد الرحمن القادولي، اللذين يمثلان الخط الثاني من القيادات.
توليد زعيم جديد للتنظيم أمر معقد
تابعت: تولية زعيم جديد موضوع معقد، ولاسيما أن عملية قتل القرشي لها أثر مادي ومعنوي بسبب بتوقيتها ومكانة الشخص المستهدف، والذي يعرف الجميع أنه ظل لأعوام أحد أبرز وأهم مساعدي زعيم التنظيم السابق، أبو بكر البغدادي، والذي لقي حتفه أيضًا في مدينة إدلب في 2019.
اختتمت الباحثة مؤكدة أن التنظيم أصبح في أسوأ حالاته يعاني حالة ضعف وتراجع يوما بعد يوم، كما حدث قبل سنوات مع تنظيم القاعدة الذي فقد كبار قادته، ويكاد وجوده يقتصر اليوم على شبكة الإنترنت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن الأيام القادمة ستفصح عن قدرة التنظيم على اختيار قائد جديد.