اجتماع الأسرة عبادة.. والتقصير فيها عقوق عند السلفية
يشدد فقه السلفية على ضرورة اجتماع العائلات بشكل دوري سواء أسبوعيا أو شهريا، في حياة الوالدين أو بعد رحيلهما وتعتبر هذه الاجتماعات عبادة.
حكم إبن القيم
تنقل السلفية عن إبن القيم قوله: "إن القوم ليتواصلون، فتكثر أموالهم ويكثر عددهم، وإن القوم ليتقاطعون فتقل أموالهم ويقل عددهم، وذلك لكثرة نصيب هؤلاء من الرحمة، وقلة نصيب هؤلاء منها.
وترى السلفية أهمية الاجتماع الأسبوعي في صلة الرحم، فالمحبة بين أفراد الأسرة، عز لهم في الدنيا ومدد في رزقهم وأعمارهم، وتشدد السلفية على أن صلة الرحم ليست خيارا كالصداقات وعلاقات المصلحة، بل هي صنف من بر الوالدين، أداؤه واجب، والتقصير فيها عقوق.
وابن القيم الجوزية، هو فقيه ومحدث ومفسَر وواحد من أبرز أئمّة المذهب الحنبلي في النصف الأول من القرن الثامن الهجري.
نشأ ابن القيم حنبليّ المذهب، وكان والده أبو بكر بن أيوب الزرعي، قيّمًا على المدرسة الجوزية الحنبلية، وعندما شبَّ واتّصل بشيخه ابن تيميّة حصل تحوّل بحياته، فأصبح لا يلتزم في آرائه وفتاويه بما جاء في المذهب الحنبلي إلا عن اقتناع وموافقة الدليل من الكتاب والسنة ثم على آراء الصحابة وآثار السلف، ولهذا يعتبره العلماء أحد المجتهدين.
عن السلفية وتاريخها
السلفية هي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين وتابعي التابعين، باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من أحاديث النبي.
وتتمسك السلفية بالنقل الكامل لكل ما كان يدور في عصر الصحابة، ولاتخرج عنه قيد أنملة، وتقوم في جوهرها على التزام منهج القدامى في فهم النصوص الشرعية، وتعتبرهم وحدهم المرجع الجامع، الذي يجتمع عليه السلفيون، وبهذا يلتزمون أيضا بكل ما تعنيه السلفية في اللغة، من حيث الرجوع للسابقين زمنيًا في كل شيء.
وبرزت السلفية بهذا المصطلح على يد الإمام ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام بإحياء الفكرة من جديد بمنطقة نجد في القرن الثاني عشر الهجري، وانتشرت منها إلى المنطقة العربية والإسلامية، ومن أهم أعلامهما، عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح بن عثيمين، وصالح الفوزان.