فقه السلفية.. هل يجب الاغتسال قبل الفجر استعدادا لصلاة الجمعة؟
يهتم أغلب السلف بيوم الجمعة، تتزايد الأسئلة على المواقع السلفية للسؤال عن أدق التفاصيل المتعلقة بطقوس اليوم وكيف يستعد السلفي لاستقباله من الليلة السابقة عليه، ومن أهم الأسئلة التي ترد دائما حكم الاغتسال يوم الجمعة للتهيؤ للصلاة.
غسل يوم الجمعة
وقال إبن باز: من السنة غسل يوم الجمعة عند التهيؤ لصلاة الجمعة، والأفضل أن يكون ذلك عند التوجه إلى المسجد، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا راح أحدكم إلى الجمعة فليغتسل، وهو حديث متفق عليه.
وأضاف: غسل يوم الجمعة سنة مؤكدة، وقال بعض أهل العلم بالوجوب، ولهذا ينبغي المحافظة على هذا الغسل في يوم الجمعة والأفضل أن يكون عند توجهه إلى الصلاة كما تقدم، لأن هذا أبلغ في النظافة، وأبلغ في قطع الروائح الكريهة، مع العناية بالطيب واللباس الحسن.
وتابع: الأفضل أيضا إذا خرج إليها أن يعتني بالخشوع وأن يقارب بين خطاه؛ لأن الخطى تحط بها السيئات ويرفع الله بها الدرجات، وينبغي أن يكون له خشوع وعناية، وإذا وصل إلى المسجد قدم رجله اليمنى، وصلى على رسول، وسمى الله وقال: أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، اللهم افتح لي أبواب رحمتك.
وأردف: ثم يصلي ما قدر الله له، ولا يفرق بين اثنين، وبعد ذلك يجلس ينتظر إما في قراءة وإما في ذكر واستغفار أو سكوت حتى يأتي الإمام، ويكون منصتا إذا خطب الإمام، ثم يصلي معه، فإذا فعل ذلك فقد أتى خيرا عظيما.
واستكمل: جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من اغتسل ثم أتى الجمعة فصلى ما قدر له ثم أنصت للخطيب حتى يفرغ من خطبته ثم يصلي معه غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام، وذلك لأن الحسنة بعشر أمثالها.
عن السلفية وتاريخها
السلفية هي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين وتابعي التابعين، باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من أحاديث النبي.
يرى أئمة السلفية أنها الفرقة الناجية المتميزة عن غيرها باتباع الكتاب والسنة، وما عداها فهي فرق ضالة وإن كانت تنتسب إلى هذه الأمة، لكن منهجها مخالف لمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وبحسب الشيخ صالح الفوزان، لايكون المسلم سلفيًا إلا إذا اتبع منهج السلف في الاعتقاد والقول والعمل والتعامل حتى يكون سلفيا حقا.
وتتمسك السلفية بالنقل الكامل لكل ما كان يدور في عصر الصحابة، ولاتخرج عنه قيد أنملة، وتقوم في جوهرها على التزام منهج القدامى في فهم النصوص الشرعية، وتعتبرهم وحدهم المرجع الجامع، الذي يجتمع عليه السلفيون، وبهذا يلتزمون أيضا بكل ما تعنيه السلفية في اللغة، من حيث الرجوع للسابقين زمنيًا في كل شيء.
وبرزت السلفية بهذا المصطلح على يد الإمام ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام بإحياء الفكرة من جديد بمنطقة نجد في القرن الثاني عشر الهجري، وانتشرت منها إلى المنطقة العربية والإسلامية، ومن أهم أعلامهما، عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح بن عثيمين، وصالح الفوزان.