مكارم الأخلاق!
إن تدهور الأخلاق له نتائج وخيمة على مستقبل أي وطن يتمثل في انتشار الكذب والخداع وعدم الانتماء الوطني وعرقلة مسيرة التنمية والبناء. وكما قال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أن السمو الأخلاقي مقصد واضح، وغرض أساسي من إقامة أركان الإسلام والتي هي الصلاة والصيام والزكاة والحج، مؤكدًا أن العبادات في الإسلام، ومكارم الأخلاق الإنسانية، وجهان لعملة واحدة لا يمكن فصل أحدهم عن الآخر، فالبعد الأخلاقي متغلل في بناء الإسلام عبادة وشريعة وسلوكًا.
محذرًا من أن العبادات في الإسلام من صلاة وصوم وقيام وحج وغيرها، إذا لم تستند إلى ظهير خلقي، فإنها لن تفيد صاحبها يوم القيامة، وتتركه على أبواب جهنم مستشهدًا بالمرأة التي كانت تصوم النهار وتقوم الليل، لكنها كانت تؤذي جيرانها بلسانها، فلم ينفعها كثرة صيامها وقيامها بشيئ في الآخرة، بل ذهبت بكل ذلك إلى النار، وذلك في مقابل المرأة التي كانت تقتصر في عبادتها على صيام رمضان فقط وعلى الصلوات الخمس المكتوبة، لكنها تحفظ لسانها وتتصدق ببقايا طعامها، هكذا نفعها حسن الخلق وأدخلها الجنة.
والسؤال هنا لماذا لا نتبنى في مدارسنا مادة بعنوان "مكارم الأخلاق" لتدريسها في مراحل التعليم الثلاثة الابتدائية والإعدادية والثانوية على وأن يقوم خبراء على مستوى عال في هذا الشأن بوضع المنهج المناسب لهذه المادة حتى تتناسب مع كل مرحلة عمرية للتلاميذ ولا بأس من تدريس هذه المادة أيضا في كلياتنا المختلفة ليتعلم منها الخريجون قيم التحلي بالأخلاق وحسن التعامل مع الآخر ومراعاة الضمير والوطن في سلوكياتهم..
وأن يتوازى مع ذلك مراعاة كتاب الدراما التليفزيونية والسينمائية الضمير والأخلاق في تناولهم للأعمال الفنية لتكون جادة وهادفة وبناءة.. ويتجنبوا الأعمال الهابطة الهدامة والعبارات والألفاظ التي تخدش الحياء وتهدم القيم الرفيعة والإيحاءات الرخيصة التي يتعلمها الأطفال ويقلدونها في حياتهم -ولعل مسرحية مدرسة المشاغبين - أكبر مثال على ذلك وأيضًا البعد عن مشاهد القبح والرذيلة والعري وكل ما يثير الغرائز الجنسية تحت مسمى حرية الإبداع.
يا سادة الأخلاق صمام أمان لأي مجتمع من السقوط والتدهور.. فانتبهوا.