باحث: دعوة السلفية محفوفة بالشكوك والاعتراضات ونبذ العلماء
قال أحمد شوقي السعيد، الكاتب والباحث أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، مؤسس السلفية الوهابية برأ نفسه من التكفير، وأكد احترامه للمذاهب الأربعة، واعترف بالخلاف في مسألة التوسل وغيرها، لكن الأزمة الحقيقية في صياغة المنهج السلفي على التورية، أي أن تحمل الكلمات والأحكام أكثر من معنى.
أدلة أزمات المنهج السلفي
أشار السعيد إلى أن ما اكتب في شرح الفكرة لايمكنه الدفاع عن المنهج السلفي، ولاسيما أن هناك مؤلفات كاملة تتحدث عن التكفير واستباحة الدماء خطها كبار السلف، مشيرا بالإسم إلى مجلدين هما في الردة، والجهاد في الدرر السنية لابن قاسم النجدي، الذي لا يجد فيهما الباحث ما يبرأ ساحة الفكرة من التكفير.
واختتم حديثه قائلا: طوال تاريخ الإسلام جرت المناظرات والرسائل والردود بين أئمة المذاهب في عصرهم، موضحا أن الإفتاء في مسائل الحلال والحرام وأصول الفقه والدين قضية أكبر قطعا من أفكار وقناعات السلف ومحمد ابن عبد الوهاب، التي جعلت البعض يختزل الدين الإسلامي كله وتاريخه الطويل، في هذه الدعوة المحفوفة بالشكوك والاعتراضات ونبذ العلماء لها، على حد قوله.
السلفية والعنف والآخر
ويأخذ الكثير على السلفية تسويقها للمسلمين باعتبارها الفرقة الناجية المتميزة عن غيرها باتباع الكتاب والسنة، وما عداها فهي فرق ضالة وإن كانت تنتسب إلى هذه الأمة، لكن منهجها مخالف لمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وبحسب السلف، لايكون المسلم مؤمنا إلا إذا اتبع منهجها السلف في الاعتقاد والقول والعمل والتعامل.
ورغم الهجوم الشرس من أقطاب الدين الإسلامي ولاسيما الأزهر على المنهج السلفي، إلا أن أنصاره يرفضون دائما اتهامهم بتشجيع الجمود العنف والتطرف، وينقلون عن القطب السلفي صالح الفوزان قوله: «ليس كل من ادعى السلفية يكون سلفيا، فقد ادعاها قوم جُهَّال لا يعرفون منهج السلف، وادعاها قومٌ مُخرِّبون ينتحلون منهج الخوارج في سفك الدماء والإفساد في الأرض.
ويضيف الفوزان: ادعاها أيضا قوم متعالمون، لم يأخذوا العلم عن العلماء، وإنما أخذوه من الكتب والمطالعات والاعتماد على حفظ الصوص مجردا عن الفهم، والله سبحانه يقول: والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، أي بإتقان ولا يكون ذلك إلا بالعلم والعمل بمنهجهم.