فصائل عراقية تحاكي أسلوب داعش على المنصات الإلكترونية
لجأت مجموعات المسلحة العراقية إلى محاكاة أسلوب تنظيم داعش، عبر إنشاء بضع منصات إعلامية غير معروفة، في مسعى للتأثير على الرأي العام، في ظل محاصرتها إعلاميا.
داعش
وخلال الأشهر الماضية، شهدت الساحة الإعلامية العراقية ولادة عدد من الصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي تتبنى في الغالب العمليات العسكرية، والهجمات المسلحة، ضد قوات التحالف الدولي، فضلًا عن إنشاء حملات إلكترونية تستهدف الخصوم.
ويرى معنيون بالشأن الإعلامي العراقي، أن السلوك الإعلامي بين الفصائل المسلحة، والتنظيمات الإرهابية، مثل: داعش، بدأ يأخذ مسارا واحدا، حيث أنشأت الفصائل منصات إعلامية بأسماء زائفة في محاولة لاستنساخ تجربة وكالة ”أعماق“ التابعة للتنظيم المتطرف، رغم أن تلك الفصائل تمتلك عشرات المؤسسات الإعلامية بتمويل سخي هو الأكبر والأكثر استقرارا بين بقية وسائل الإعلام العراقية.
وتعتمد تلك القنوات والمنصات على التشويه، واغتيال الشخصيات معنويا، وبث المعلومات المضللة لجذب الجماهير العراقية، في ظل تصاعد الصراع العسكري، أو السياسي بين الأجنحة السياسية للفصائل المسلحة، والأحزاب العراقية الأخرى.
ويرى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، في تقرير له، أن ”اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإيرانية، المرتبط بنظيره الإيراني، يتولى صوغ الإستراتيجيات الإعلامية لوسائل إعلام الميليشيات، لكن ذلك لا يمنع اجتهاد بعض تلك الميليشيات لإنشاء مسار إعلامي مختلف“.
ويدلل المعهد الأمريكي على ذلك، بـ“قناة العهد التابعة لحركة عصائب أهل الحق، من قناة ملتزمة تمنع الرياضة استنادا لفتوى المرجع الراحل محمد صادق الصدر، وتمنع ظهور النساء ”السافرات“ إلى قناة تروج للرياضة وتسمح باستضافة النساء غير المحجبات وتُظهر صور الفنانات“.
ويعاني العراق، بشكل متكرر، من الحملات الإلكترونية، التي تطلقها تلك المجموعات، وهي تبدو منظمة، للنيل من الأشخاص المعارضين، أو الاتجاهات المناهضة لإيران، حيث تطلق غالبًا على موقع تويتر، بعد خروج عشرات المواقع التابعة لتلك المجموعات عن الخدمة.
والعام الماضي، أغلقت الولايات المتحدة، 33 موقعا إلكترونيا يستخدمها اتحاد الإذاعة والتلفزيون الإسلامي الإيراني، و3 أخرى تديرها كتائب حزب الله العراقية المدعومة من طهران، عرف البعض منها بخطابها المتشدد ضد واشنطن وصناعتها للأخبار المفبركة.
وللرد على ذلك، شكل لجوء تلك المجموعات، إلى المنصات الاجتماعية، مثل: تليغرام، وتويتر، ومجموعات ”غلابهاوس“، بديلا عن تلك المواقع.