رئيس التحرير
عصام كامل

الافروسنتريك مؤامرة صهيونية علي مصر

تواجه مصر مؤامرات كبيرة لسرقة تاريخها وحضارتها، وتجفيف النيل، واللعبة قديمة، ومستمرة. وتسعي منظمة الافروسنتريك لإحياء الخزعبلات الأيديولوجية وبستخرجونها من كهوف الشعوذة..  الموضوع باختصار أن هناك شركة سياحية أمريكية مقرها في نيويورك، ستقيم مؤتمرا عالميا  في مصر تحديدا في أسوان، اسمه "العودة إلى الأصل"، والمشاركين فيه أعضاء ممن يدعون أن آثارنا المصرية ليست مصرية وأن المصريين القدماء كانوا أفارقة وأننا كمصريين محتلين الأرض وقد وضعوا شروطًا للمصري النقي إما أن يكون مصريًا أسود أو قبطيًا مسيحيًا لبث الفتنة وهذا غالبًا ما حدث بالضبط بين الهند وباكستان، حيث كانتا دولة واحدة، إلى أن فصلتهما الفتنة التي خلقتها بريطانيا، وهو نفس ما  حدث في السودان من انفصال الشمال عن الجنوب. 

 

والافروسنتريك Afrocentric هي أيديولوجيا ومنظمة عالمية تتمركز خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية عند الأفرو-أمريكان، وأصبح لها انتشار واسع الآن بين الجاليات الافريقية جنوب الصحراء في أوروبا وحتى بين الأفارقة جنوب الصحراء وعند الأقليات في شمال أفريقيا والشرق الأوسط. ومن أشهر منظريها Molefi Asante والسنغالي أنتاديوب Anta Diop..

 

بداية الأفروسنتريك

 

وقد بدأت حركة الأفروسنتريك بالظهور منذ عشرينبات وثلاثينيات القرن الماضى وذاع انتشارها في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي وهي حركة عالمية عنصرية تتمحور حول التعصب العرقي للجنس الزنجي وخاصة للونه الأسود، ومن أهم أهدافها القضاء على الجنس الأبيض في أفريقيا الشمالية والجنوبية خصوصا (الامازيغ والناطقين بالعربية والافريكناس أي الاوروبيون في أفريقيا الجنوبية) والترويج لمقولة كون الحضارة المصرية القديمة والحضارة المغربية والقرطاجية حضارات زنجية. 

 

الافروسنتريك كان من أصحابه مالكوم اكس وهو أنريكي أسود في فترة الستينيات يقول في لقاء له مسجل للسود: “عندما تنظر إلي تمثال فرعوني مصري قديم فعليك الربط بين الرجل الأسود والمصري القديم فتأكد أنك تنظر الي نفسك وإن الرجل الأبيض يريد أن يسرق هذا التاريخ له”، والافروسنتريك يري أن الفرعون المصري أصله من السودان، وأن المصري الحالي ليس له علاقة بالمصري القديم، وأن المصري القديم مات أو هجر الجنوب وإن كل من هم في شمال مصر هم جنسيات كثيرة بعيدين عن العرق المصري.. 

 

حتي إنهم زعموا إن إحدي ملكات مصر تيي زوجة امنحتب الثالث في الأسرة ال١٨ أنها مصرية قديمة ذات ملامح أفريقة ولون اسود مؤكدين أن المصري القديم كان أسود افريقي، ويقولون أن والد تيي كان من أصل أجنبي لملامح المومياء‘ وإسمه كان يكتب بأكثر من طريقة دليلا على أنه ليس إسما مصريا، وكما يزعم أصحاب الفكر الافروسنتريك أن علماء المصريات الحالين يقومون بتلوين المقابر باللون الأبيض لتزوير التاريخ، وإن كسر أنوف التماثيل لإخفاء ملامح الأنف الافريقي.. 

 

وفي الحقيقة ان المصرين القدماء كان لديهم عادة كسر أنوف التماثيل لاعتقادهم بأن التماثيل تتنفس وحتي يحجب عنها الحياة يكسر الأنف، وكانت حركة دينية في مصر الفرعوينة، وعندما جاء جمال عبد الناصر ودعي للوحدة العربية وأصبحت مصر جمهورية مصر العربية رغبة في وحدة عربية قومية أساسها الديانة واللغة كان علي الجانب الآخر هناك فكر يري إن كلمة العربية مقصود بها العرق وليس اللغة، مما أكد مزاعمهم مالكم بأن المصريين الحالين هم عرب وليس لهم علاقة بالمصري القديم. 

 

 

عبدالناصر كان شوكة في الحلق الصهيوني، ولو كانت هذه الوحدة تحققت فعلا كانت إسرائيل في عداد العدم فكان وجوبا علي الفكر الصهيوني أن يفتت هذه الوحدة ليس فقط بين الشعوب العربية، لذا عمد الصهاينة إلى نشر أفكار عنصرية بصورة غير مباشرة، فنجد أن هذا الفكر متغلغل بين أبناء أفريقيا والسود الأمريكان، فلا تجرؤ مثلا أن تعلن هويتك المصرية في موقع أجنبي امريكي يتم مهاجمتك مهاجمة شرسة بأنك لست مصريا بل محتل عربي لها، في نفس الوقت لا يجرؤ فعل هذا الأمر مع الاسرائيلي المحتل الفعلي، مما يدعو للتساؤل عن علاقة الصهيونية ب الافروسنتريك.

الجريدة الرسمية