رئيس التحرير
عصام كامل

علي جمعة: نحن مكلفون والتكليف فيه مشقة

الدكتور على جمعة
الدكتور على جمعة

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن السنة النبوية المشرفة وهي النموذج التطبيقي المعصوم لأحكام القرآن الكريم، مؤكدًا على أننا مكلفون والتكليف في اللغة هو طلب ما فيه مشقة. وقد يكون الطلب جازما أو غير جازم وقد يكون أيضا طلب فعل أو طلب ترك، فإذا لم يكن هناك طلب، فهي الإباحة، وبذلك تصبح الأحكام التكليفية خمسة.

مشقة التكليف

وكتب الدكتور علي جمعة تدوينة على الفيس بوك "استمر المسلمون في صياغة منهجهم العلمي الخاص بعلم الشريعة، فقد حددوا ثمان نقاط تمثل الأسئلة المنطقية المتتالية التي حدثت في أذهان المجتهدين وهم يريدون أن يصلوا إلى حكم الله تعالى"
وقال "وأول هذه الأسئلة ما الحجة؟ وبعد بحث وتدقيق وتفصيل يرتبط بالعقيدة وبمصادر الشريعة، استقروا علي أن الحجة هي القرآن باعتباره النص المعصوم من التحريف الموحى به من الله سبحانه وتعالى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم، والمنقول إلينا بالتواتر، وأنه هو كلمة الله الأخيرة للبشر حيث إنه لم يتركنا عبثا ولا سدى. والسنة النبوية المشرفة وهي النموذج التطبيقي المعصوم لأحكام القرآن الكريم، وهي الشارحة والمفصلة له أيضا"

التكاليف الخمسة

وأضاف "فقد قام الدليل العقلي والنقلي علي وجوب طاعة الله وطاعة رسوله، واتّخاذ الرسول أسوة حسنة، وحجة ومصدرا للتشريع، قال تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) [الحشر:7]، وقال تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) [التغابن:12]. وإننا ملتزمون في هذه الحياة الدنيا بما أمر سبحانه تعالى ونهي"
وتابع "فنحن مكلفون والتكليف في اللغة هو طلب ما فيه مشقة. وقد يكون الطلب جازما أو غير جازم وقد يكون أيضا طلب فعل أو طلب ترك، وهذه هي الأحكام الأربعة: الوجوب والندب والحرمة والكراهة، فإذا لم يكن هناك طلب، فهي الإباحة، وبذلك تصبح الأحكام التكليفية خمسة" 
واستمر جمعة في حديثه قائلًا: "والسؤال الثاني كيف إذن نعرف القرآن والسنة؟ وهنا أنشأ المسلمون علوما لنقل النصوص، وضبط التلقي الشفهي عبر الأجيال، وكيفية تسجيل ذلك الشفوي بصورة كتابية وتحريرية. فكان علم الرجال والجرح والتعديل وعلوم القراءات والرسم والضبط القرآني، ومصطلح الحديث، وهو ما لم يحدث إلي يوم الناس هذا في توثيق كلام أحد من البشر"

المسلمون وتحليل المضمون

وأضاف "وامتدّ التوثيق بصور مختلفة ودرجات متعددة لنقل متن اللغة العربية بأشعارها ونصوصها بحيث تصبح دالة علي معاني الألفاظ وعلى قوانين اللغة، وتولدت من أجل ذلك علوم كالنحو والصرف والعروض وفقه اللغة. وتمت مجهودات كبيرة في هذا الشأن مبكرا كالمعجمية واستمرت هذه الخدمة عبر العصور حتى ظهر علم الوضع ونحو ذلك"


واختتم علي جمعة حديثه فقال: "والسؤال الثالث كان يدور حول كيفية الفهم لهذه النصوص المنقولة التي هي حجة بذاتها والتي ثبتت لدينا؟ فوضع المسلمون أدوات لتحليل المضمون وأسسا لفهم النصوص، مستمدين ذلك من مجموع اللغة وقوانينها وخصائصها ومن الأحكام الفقهية التي اتّفق عليها المجتهدون ومن الطريقة المنهجية التي توصلوا بها إلى الأحكام التي اختلفوا حولها في جزئيتها وإن اتّفقوا بصورة إجمالية في مناهج استنباطها"
 

الجريدة الرسمية