حددها العلماء في 5 قواعد.. علي جمعة: النية أهم قاعدة للفقه الإسلامي
أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن علماء المسلمين سعوا لاستخراج القواعد التي تمثل هيكل الفقه الإسلامي، وحددوها في خمسة أمور (إزالة الضرر، المشقة تجلب التيسير، والعادة محكمة، واليقين لا يزول بالشك، والأمور بمقاصدها).
قواعد الفقه الإسلامي
وقال الدكتور علي جمعة إن القواعد الأساسية في الإسلام تتحدد في التيسير علي المسلمين، وكما أن اليقين لا يزول بالشك، والبعض يجعل الإخلاص في النية هي الأولى من بين قواعد الفقه الإسلامي.
وكتب الدكتور علي جمعة تدوينة على الفيس بوك "ومن هنا سعى علماء الإسلام في استخراج القواعد التي تمثل الهيكل الأساسي للفقه الإسلامي أو بعبارة أخرى التي تعد المكونات الرئيسة لعقل المجتهد"
وقال "أولها: الضرر يزال، وهذا من قوله ﷺ: "لا ضرر ولا ضرار". وثانيها: العادة محكمة وذلك من قوله تعالى: "خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ" [الأعراف:199]. وكان ابن مسعود يقول: "ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن" وفي بعض الروايات نسب هذه إلى النبي ﷺ".
المشقة واليسر
وأضاف: "وثالثها: المشقة تجلب التيسير، أخذوها من قوله تعالى:" فَإِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا "[الشرح:5]. ومن قوله تعالى: "وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ" [الحج:78] ومن قوله تعالى: "يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ" [البقرة:185]. ومن حال النبي ﷺ: "فلم يخُيِّرَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ قَطُّ إِلاَّ اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا" (مسند الإمام أحمد).
وتابع جمعة: "ورابعها: اليقين لا يزول بالشك وأخذوها من توجيه النبي ﷺ للمصلي إذا شك في نقض وضوءه ألا يخرج من الصلاة حتى يصل إلي مرحلة اليقين. فعَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَمِّهِ قَالَ: شُكِىَ إِلَى النبي -ﷺ- الرَّجُلُ يَجِدُ فِي الصَّلاَةِ شَيْئًا، أَيَقْطَعُ الصَّلاَةَ قَالَ: «لاَ، حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا» (أخرجه البخاري).
واستطرد علي جمعة قائلًا: "وخامسها: الأمور بمقاصدها وأخذوها من قوله ﷺ:" إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى".
الإخلاص في النية
وأضاف: "مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ" [غافر:65]. وبعضهم يجعل هذه القاعدة هي أول القواعد فإن النية مهمة جدا في مجال الدين وتدخل كما يقول الإمام السيوطي في كتابة الأشباه والنظائر في أكثر من سبعين بابا من أبواب الفقه".
وأضاف "وفرع العلماء من هذه القواعد الخمسة أكثر من خمسين قاعدة بعضها متفق عليه وبعضها مختلف فيه. ثم فرعوا من هذه القواعد قواعد أخرى تفصيلية. كما أنهم وضعوا أيضا ضوابط بكثير من أبواب الفقه أو من مسائله. وبمجمل هذه القواعد مع مقاصد الشريعة التي استنبطوها من القرآن والسنة يتم التوصل إلى حكم الله سبحانه وتعالى".
وتابع: "وهذه المقاصد هي: "حفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ الدين، وحفظ كرامة الإنسان، وكان الفقهاء يسمونه العرض-، وحفظ المال". ولقد اختلف الفقهاء في ترتيب هذه المقاصد فقدموا بعضها علي بعض، واختيارنا بهذا الترتيب يسير مع الترتيب الطبيعي للأمور، فإنه يجب على الإنسان أن يحافظ على نفسه؛ لأنه إذا فرط في نفسه لضيع مراد الله من خلقه وتكليفه".
واختتم جمعة حديثه قائلًا: "ثم إنه يجب أن يحافظ على عقله حتى يتلقى كلمة الله ويفهمها، ثم يحافظ على الدين الذي يسبب انتظام المعاش وحقيقة الارتياش -يعني الرفاهة- والسعادة في الدنيا ثم في الآخرة، ولا يقوم الاجتماع البشري إلا بحفظ كرامة الإنسان وبحفظ المال الذي تقوم به الحياة، والذي وصفه الله سبحانه وتعالى بوجوب القيام فيه: "وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا" [النساء:5].