حق الإنسان فى الدفء !
أضحى ضروريا الآن أن يتم مراجعة الإعلان العالمى لحقوق الإنسان ليضاف إليه حقه فى الدفء.. نعم الإنسان له حق فى أن يحظى بالدفء مثلما من حقه أن يعبر عن رأيه بحرية، وأن يدلى بصوته بحرية أيضا فى الانتخابات ويختارممثليه فى المجالس النيابية والشعبية، وأن يمارس نشاطه الأهلى والمدني بدون اية عقبات وعوائق .. بل لعل حقه فى الدفء يسبق كل هذه الحقوق لأنه يرتبط بحقه الأول والأساسي وهو حقه فى الحياة، مثل حقه أيضا فى الحصول على احتياجاته من الغذاء..
انظروا إلى هؤلاء اللاجئين الذين يعيشون الآن فى مخيمات منتشرة فى أماكن شتى من العالم فى هذا الصقيع ولا يتوفر لهم أى قدر ولو ضئيل ومحدود من الدفء، وبسبب ذلك يسقط منهم البعض صرعى المرض ويفقد اخرون منهم حياتهم.. وكل ذلك يحدث تحت سمع وبصر العالم كله الذى يشكو الان من التغيرات المناخية الحادة والتى ادت الى انقلاب شديد فى الأحوال الجوية جعل الشتاء اكثر برودة مثلما جعل الصيف اكثر سخونة.
ان ما يحدث للاجئين فى أنحاء شتى من العالم وتنقله يوميا لنا شاشات التليفزيون هو جريمة فظيعة ضد الانسانية مكتملة الأركان ولا يصح السكوت عليها، والحمد لله أننا فى مصر لا نشارك فيها لأننا ندمج اللاجئين فى المجتمع للعيش معنا.. إن صور الاطفال وكبار السن من اللاجئين فى المخيمات وهم يعانون من البرد الشديد والصقيع المنهمر والذى لا تكفى مخيماتهم لتقيهم منه هو أمر يجب أن يحرك ضمير العالم، إن كان هذا الضمير مازال حيّا.. فلا يصح السكوت على هذه الجريمة البشعة والتى تعد جريمة قتل جماعى ومع سبق الإصرار والترصد.. إننا فى منازلنا التى تتوفر فيها الأغطية وأجهزة تكييف ودفايات نشكو من قسوة البرد فكيف نترك هؤلاء اللاجئين يعيشون هكذا عرايا من أية حماية لهم من البرد والصقيع؟!
إن ما يفعله العالم باللاجئين أشد قسوة مما تفعله جائحة كورونا به.. لكم الله أيها اللاجئون.