رئيس التحرير
عصام كامل

قرارك غير مقبول يا سعادة السفير !

أمور كثيرة تستأهل الكتابة عنها في منتدى شباب العالم الذى افتتح أمس أعمال نسخته الرابعة بمدينة السلام شرم الشيخ، مثل أمور التنظيم الجيد الذى اهتم بالإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا ومتحوراته، ومثل التوفيق في إختيارجدول أعمال منتدي الشباب والذى تمحور حول عالم ما بعد الجائحة ورؤية الشباب له، وأيضًا مثل إتهام العالم بالأنانية من قبل وكيل السكرتير العام خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمنتدي أمس، بينما كان المتوقع أن يسعى العالم لمزيد من التعاون  للتخلص من الجائحة وتداعياتها الخطيرة.. 

 

مجلس للشباب المصري

 

لكنى اليوم أجدنى مضطرا للكتابة عن ذلك القرار الذى أعلن في المنتدي أن السفير الأمريكي إتخذه وهو القرار الخاص بإنشاء مجلس للشباب المصرى تابع للسفارة الأمريكية بالقاهرة، وكما شرح سعادة السفير فإنه سوف يعد عددا كبيرا من الشباب المصريين، وهؤلاء سوف يعملون معه ومع فريق السفارة من أجل التعامل مع أهم القضايا لصياغة مستقبل أفضل، وسوف تقوم السفارة الأمريكية بتسخير طاقاتهم المبتكرة في هذا المجال. وهذا المجلس كما قال سعادة السفير، سوف يكون به ممثلين من مختلف القطاعات التى لها علاقات بريادة الأعمال وحماية البيئة وتمكين الشباب والإبتكار الثقافي والقيادة المدنية! 


هنا لابد أن أتوقف، وأرجو أن يشاركنى المسئولون في الدولة المصرية، أمام قرار السفير الأمريكي والذى أعلنه أمس لنسأل: كيف يقام مجلس للشباب المصري تحت رعاية السفارة الأمريكية وتابع لها، وسيعمل  مع السفير وطاقم السفارة، وسيكون له ممثلين من مختلف القطاعات؟! ألا يعد ذلك تدخلا في الشئون الداخلية لنا؟! وألا يذكرنا ذلك بما كان يقوم به من قبل كل من المعهد الديمقراطي والمعهد الجمهورى في مصر، وكلاهما تورطا في منح مال سياسى سرى لعدد من منظمات المجتمع المدني؟!

 
نعم إن الإستعانة بالخبرة الأجنبية في تدريب شبابنا في مختلف المجالات مفهوم ومطلوب، ونحن نسعى له من خلال إيفاد الشباب في بعثات علمية للخارج، أى من خلال إستضافة الخبراء من الخارج في شتى المجالات، بل إننا نشارك في تدريبات عسكرية مع العديد من جيوش العالم بما فيها الجيش الأمريكي لكسب الخبرات أيضا.. لكن ما تحدث عنه السفير الأمريكي أمس لا يتعلق به، وإنما تحدث عن تأسيس مجلس للشباب المصرى تابع ل السفارة الأمريكية، هى المسئولة عنه، والتى تديره وتوجه أعضاءه والمشاركين فيه الذين يمثلون قطاعات الشباب المختلفة، كما قال سعادة السفير الأمريكي..

 

 

وهنا نسال مجددا هل تسمح لنا أمريكا بالمثل.. أى إنشاء مجلس للشباب الأمريكى تابع للسفارة المصرية في واشنطن لتمكين شبابها من القيادة المدنية، وهى التى إنتفضت لوجود شبهات بتدخل إلكتروني روسي في انتخاباتها؟! 
يا سعادة السفير الأمريكي نشكرك على إهتمامك بشبابنا ومستقبله وتمنياتي الطيبة له، لكن قرارك هذا غير مقبول، وغير مستساغ لإننا لا نرضى بوجود مجلس لشبابنا تديره سعادتك وتحت رعاية سفارتك، لآن ذلك تدخل في شئوننا الداخلية، خبرنا من قبل أضراره في سنوات مضت.      

الجريدة الرسمية