مبادرة للفساد!
بعد قضايا الفساد التى كشف عنها فى الشهور القليلة الماضية والمتهم فيها شخصيات شهيرة اجتماعيا وإعلاميا أو ذات نفوذ إدارى، أعتقد أننا فى حاجة لمبادرة رئاسية خاصة لمكافحة الفساد، على غرار المبادرات الرئاسية المهمة والتى بدأت بالتصدى لفيروس سى وتوالت حتى وصلنا إلى مبادرة حياة كريمة التى اتسعت لتطوير الريف المصرى بكل قراه وتوابعها من العزب والكفور والنجوع.
فإن قضايا الفساد التى أعلن عنها مؤخرا كشفت حاجتنا لمواجهة حازمة للفساد الذى ليس قاصرا على الفساد المالى فقط وتحديدا عمليات الرشوة فقط وإنما صار يشمل أنواعا وصنوفا أخرى من الفساد يتصدرها الفساد الاجتماعى.. وبالتالى باتت مواجهة هذا الفساد تحتاج لجهد مركز ومنظم تضعه كل مؤسسات وجهات الدولة ضمن أولوياتها، وهذا يتحقق عادة من خلال المبادرات الرئاسية التى يتم فيها حشد الجهود وتوفير الإمكانات.
وسيكون مناسبا أن يكون أحد الملامح الأساسية للجمهورية الجديدة مكافحة حازمة للفساد.. فإن هذه الجمهورية الجديدة ليست مجرد عاصمة إدارية جديدة ومعها عدد من المدن الجديدة، وليست أيضا فقط شبكة طرق جديدة وكبيرة، وليست أيضا فقط عدد من المشروعات القومية الأخرى المهمة، وإنما هى، كما بشر الرئيس السيسى، عقد اجتماعى جديد يجعلنا جميعا شركاء متساوين فى هذا الوطن، وأخطر فيروس يفسد هذه الشراكة هو الفساد..
أى أن جمهوريتنا الجديدة تحتاج لمواجهة شاملة وصارمة للفساد، فى ظل سيادة القانون وعدم وجود حصانة لأحد من المساءلة القانونية مهما كان اسمه ونفوذه السياسى والاقتصادى والإدارى والاجتماعى والإعلامي، كما كشفت قضايا الفساد الأخيرة، فضلا عن أن الفساد أخطر عدو للتنمية المستدامة.. وهذه المواجهة سوف يتوفر لها شروط النجاح إذا تجسدت فى مبادرة رئاسية.