الرئيس.. وتذكيرنا بأهمية الإعلام.. هل وصلت الرسالة؟!
لعل حرص السيسي على تذكيرنا بأهمية الإعلام يجعلني أتساءل: هل قام الإعلام وصحافتنا والدراما بوجه خاص بدورها في تحصين الرأي العام من رياح الفتن التي تهب من الفضائيات والمواقع الكارهة لمصر، ومن الكارهين لها هنا وخارج هنا؟!
الإعلام والصحافة لهما رسالة تنويرية هدفها إيقاظ الهمم والشعور الوطني وخلق ظهير شعبي قوي مساند للدولة في تحولاتها الكبرى مع التنبيه لأوجه القصور متى وجدت، ونشر الرأي والرأي الآخر كسبًا للمصداقية وتحقيقًا للموثوقية فليس يقنع إلا المقنع في النهاية، ومن ثم فإنهما-أي الإعلام والصحافة- بهذا المعنى ليسا سلعة ولا ينبغي أن ينتظر منهما الربح والمكسب المادي فما ينفق عليهما أقل بكثير من الفائدة المرجوة حال وجود رأي عام مستنير وداعم ومتفاعل مع قضايا أمته وشواغل دولته.. وإلا فإن ثمن غياب مثل هذا الرأي العام فادح وفادح جدًا.. ولن يملأ فراغهما إلا أبواق الإفك والضلال والشائعات وهشاشة العقول وقابليتها لتصديق ما يلقى إليها دونما تمحيص ولا تحقق.
ولا يجادل أحد أن قوة الإعلام والصحافة وحيويتهما من قوة الدولة وحيويتها؛ فهما يقومان بدور خطير في تشكيل وعي أي شعب وإلا ما نبهنا الرئيس السيسي مرارا وتكرارًا لخطورة أدوارهما لدرجة أنه جعلهما محورًا رئيسيًا في كل زياراته ومؤتمراته، يحاول قدر المستطاع سد فجوة يعجز الإعلام عن ردمها؛ ويشتبك مع القضايا الحقيقية وأولويات الوقت الواجبة لتوصيل صحيح المعلومات وتبيان ما تبذله الحكومة من جهد كبير في مشروعات قومية عملاقة لتحسين جودة الحياة ليعرف المواطن كيف كنا.. وأين أصبحنا.. وأين نذهب في الغد القريب.
الإعلام في حاجة مستمرة للتطوير والإصلاح لمواكبة ما يستجد من متغيرات وتحديات، ولا يخفى على أحد أسباب ما يعانيه الإعلام وصحافتنا من تراجع اجتمعت له عوامل عديدة على فترة من الإهمال والغفلة وليس أقل تلك الأسباب أن المهنة صارت مستباحة من دخلاء كثيرين حتى أنها باتت مهنة من لا مهنة له بعد أحداث يناير 2011. والنتيجة أصبحنا نرى المذيع والصحفي المتلون.. والمذيع الأكول.. والمذيع الزاعق.. والمذيع الشتام.. والمذيع المنافق متعدد الوجوه.