رئيس التحرير
عصام كامل

نقابة المعلمين فرع كوالا لامبور!

الدور الأول للنقابة -أي نقابة في العالم- هو خدمة أعضاءها ودعمهم ومساندتهم وحمايتهم.. وفي مصر تلتزم النقابات بالوقوف بجانب المنتسبين لها حتى لو اتهموا في قضايا جنائية لا علاقة مباشرة لها بالمهنة التي يمتهنها أعضاء نقابتهم.. حتى رأينا وقوف نقابات بجانب أعضاء اتهموا في قضايا مخلة بالشرف والعبرة هنا الإستناد إلى المبدأ القانوني "المتهم برئ حتى ثبوت إدانته"! ومن الجائز أن يتغير الموقف إذا أدين العضو المتهم لكن يبقى انتظار التحقيق ونتائجه حتى نهايته! 


كل نقابات مصر تفعل ذلك إلا -تقريبا- نقابة المعلمين! أمس تضامنت ضد المعلمة المتهمة بالرقص في إحدى الرحلات! لا تعيدوا قراءة الجملة السابقة إذ أنها صحيحة.. نعم.. تضامنت النقابة ضدها وليس معها !


دور نقابة المعلمين 

هنا.. نقول: كاتب هذه السطور لا يتناول الواقعة ولا يحدد موقف منها.. نكرر.. لا نتناول الواقعة ولا تقرر موقفا منها.. ما يعنينا هنا موقف نقابة المعلمين التي يمكنها أن تحتج بأن "المتهمة" ليست عضو بنقابة المعلمين! والسؤال: أين كانت هذه السرعة والعالم كله ينتظر تدخل نقابة المعلمين مع واقعة المدرس الذي ضرب بالحذاء من ولي أمر أحد الطلاب داخل المدرسة وبسبب يتصل بالعملية التعليمية وبمحافظة الدقهلية أيضا؟! أين كنتم وشرف المهنة ذاته على المحك؟! هل لأن المعلم المجني عليه يعمل بالحصة وليس عضوا بنقابتكم؟ إذن لماذا تدخلتم وعلى عجل ضد المدرسة وهي أيضا ليست عضوة بالنقابة؟! أين استيعاب أن الأمر يطول هيبة المهنة ذاتها قبل أي فرد؟!


دور نقابة المعلمين -يا سادة- في خدمة معلمي مصر يحتاج للمراجعة.. ولا نبالغ إن قلنا إن المعلم في بلدي -وكاد أن يكون رسولا- يحتاج إلي نقابة أفضل من الحالية.. تعبر عنه.. وتدافع عن مصالحه.. وتحميه عند الضرورة! وليس نقابة لا نعرف هي مع من ولا ضد من وكأنها في كوالا لامبور.. كأنها في آخر العالم لا تعرف شيئا عن أحوال المدرس المصري!

ملحوظة: نكرر لبعض ضعاف البصر.. من أنصار الأسئلة الشعيرة بصيغة (يعني يرضيك كذا وكذا) أو (يعني إنت مع كذا وكذا)؛ حيث لم نتناول أصلا واقعة الرقص بأي رأي حتى الآن.. لكننا نتأمل أداء نقابة كبيرة وعريقة تتناقض في مواقفها وأدوارها في وقت حرج للغاية! 

الجريدة الرسمية