إبراهيم حجازي.. وكل هذا الحزن!
ما سر كل هذا الحزن على إبراهيم حجازي؟ ليس أصدقاء ولا تلاميذ الرجل وحدهم من يبكونه وينعونه، إنما كل محبيه ومتابعيه في الإعلام المرئي كما في الصحافة المقروءة؟ كثيرون رحلوا وكلهم وجدوا من يحزنون عليهم وينعونهم لكن لماذا معه وعليه انفجر الحزن وانهمرت الدموع هكذا في كل مكان؟!
الإجابة أبسط من البساطة.. نحن أمام تجربة وطنية وإنسانية ومهنية حملت الاسم المذكور لم تعرف شيئًا يمكن أن يقدم لهذا الوطن ولأبناء مهنة الصحافة بل ولأي مصري إلا وقدمه!
في الأيام الأولى لقبولنا بنقابة الصحفيين كان ملء السمع والبصر يحصل للصحفيين على خدمات من هنا ومن هناك.. شيد وبنى وأسس النادي النهري للصحفيين مع الراحل الكبير محمود السعدني وكان يعاني أوجاع المرض يبحث لكبده المتعب عن حلول في كل مكان قبل ظهور الحل النهائي للفيروسات الكبدية ولكن لا يتوقف عن خدمة الزملاء.. ويختبره القدر وتستطيل خدماته للزملاء وأقاربهم وأصدقائهم ليكون الأمر كله لوجه الله وليس لأغراض انتخابية كما يظن البعض وبعض الظن إثم! حتى يتابع ويراقب ويسأل ليطمئن عن فلان وعن غيره.. ورغم ذلك.. رغم الوجع والألم والمهام الجسام لا تراه ولم نره إلا مبتسمًا!
في الصحافة وفي الإعلام.. يقدم نموذجًا فريدًا في الأداء المهني الرفيع وقواعد تحكم العمل كله.. المعلومة والتفاصيل.. لا اتهامات بغير دليل ولا أدلة بغير جهات تفحص وتحقق.. وأثناء ذلك فلا تجاوز يجرح المشاهد ولا خروج عن السياق يخدش الحياء ولا شهوات شخصية تتغلب على الشأن العام فيذهب باسمه وسمعته كغيره إلى مناطق أخرى.. ضبابية ورمادية في الأغلب!
لذلك ولغيره.. ظل صاحب التناول الحاسم الحازم.. الواضح المحدد.. لا لبس ولا التباس.. لا مساومة ولا استهانة ولا تهاون!
رحم الله أستاذنا الكبير إبراهيم حجازي.. بطل الحربين.. الاستنزاف العظيمة وأكتوبر المجيدة.. وكيل نقابة الصحفيين وأحد رموز العمل النقابي الشريف والعمل النقابي الخدمي تحديدا.. الكاتب ورئيس التحرير والإعلامي.. الإنسان قبل وبعد وأثناء ذلك كله!