حق بسنت.. الميت أبقى من الحي !
قولوا ما شئتم.. التطور التكنولوجي بات خطرا كبيرا يهدد المجتمع.. قولوا إن الأنهيار الأخلاقي عند الكثيرين يحتاج إلي وقفة.. قولوا إن التشريعات حول هذه الوقفة تحتاج بالفعل إلي عقوبات رادعة زاجرة أشد مما هي عليه.. قولوا إن مباحث الإنترنت تحتاج إلي التوسع لتكون مثل غيرها في كافة أنواع الجرائم بحيث تحتاج إلي مخصصات إضافية لتوفير الكوادر والمقرات والأجهزة.. قولوا إن مواجهة جرائم الشرف والأعراض تحتاج إلي تكاتف الجميع الدولة والناس.. والأجهزة والأسرة المصرية..
قولوا إننا بحاجة لجهد كافة وزارات وهيئات المجتمع خصوصا وزارات التربية والتعليم والشباب والثقافة والأوقاف.. قولوا ذلك وغيره.. فنحن نحتاجه وغيره.. لكن عفوا.. في هذه اللحظة نحتاج لتطمئن روح الراحلة بسنت.. ولن ترتاح إلا عندما يحصل كل من ظلمها على عقابه الذي يستحقه.. الشرطة قبضت اليوم على المجرمين..
وجريمتهم متحققة ليس في التزوير فحسب وإنما في الابتزاز والتشهير والنشر والانحطاط الأخلاقي.. القانون سيأخذ مجراه لا محالة وسنعرف من جهات التحقيق تفاصيل التفاصيل.. تبقى روح الإنسانة التي عزت عليها نفسها وكرامتها وأبت أن تبقى في دنيانا بشرف مجروح.. تركت الدنيا بمن فيها وما فيها.. بشر وعبث.. لتذهب إلى العدل الذي لا يظلم عنده أحدا !
حق بسنت مقدم اليوم على منع جرائم المستقبل.. ففيه أصلا تنبيه للمستقبل.. ترحموا على بسنت وانشروا صورتها في كل مكان.. لتكون رمزا لمعركة كبيرة وطويلة مع الانهيار الأخلاقي الذي يضرب بلادنا متسللا تحت عباءات كثيرة.. يحتاج إلى مناقشات أطول عن المال السايب في أيدي الأبناء وعن المال الحرام السهل في أيدي الآباء.. إلى وجود الأبناء بغير رقابة إلى تراجع دور الأسرة والمدرسة في التربية وفي التنشئة!
رحم الله بسنت.. وسامح الله كل من تسبب في ما انتهت إليه.. ولا تسامح مع المجرمين.. سيلقون عقابهم على أيدي القضاء العادل.. لكن عقابهم أدبيا ومعنويا كجزء من حماية المجتمع بالردع.. هذه مسئولية المجتمع نفسه !
اليوم استثنائيا.. الميت فيه أبقى من الحي !