الاستقرار وشروطه!
يختلف معنى الاستقرار السياسى بين الناس حسب موقع كل منهم من السلطة، ومع ذلك يمكن التوافق بينهم على أن الاستقرار السياسى هو نقيض الاضطراب والفوضى داخل المجتمع.. وبهذا المعنى فإن هذا الاستقرار السياسى لكى يتحقق له شروط أساسية لا بد من توفرها فى أي مجتمع.
وأول هذه الشروط أن يشعر أبناء المجتمع أن باب تداول السلطة مفتوح فيه وليس مغلقا، ولذلك لا حاجة لهم للخروج على قواعد العملية السياسية لأنهم عندما يريدون تغييرا سياسيا سوف يظفرون به فى إطارها ودون الحاجة لتجاوزها والخروج عليها والخروج للشوارع مطالبين بهذا التغيير.
ثم يأتى شرطا آخر مهما وهو أن يظل أبناء المجتمع يراودهم الأمل دوما فى تحسن وارتقاء حياتهم، مهما كانت شدة الضغوط التى يتعرضون لها، لأن اليائسين لا يرون فائدة فى الاستقرار، بل على العكس يرونه هو سبب عدم تغير أحوالهم للأحسن والأفضل.
أما ثالث شروط الاستقرار السياسى فهو إحساس عموم الناس بأن صوتهم مسموع من قبل أصحاب القرار فى الدولة ولا يتجاهل أحد مطالبهم وآرائهم، بل تؤخذ دوما هذه الآراء فى الاعتبار، وتراعى مطالبهم عند صياغة السياسات واتخاذ القرارات وتنفيذ البرامج والخطط.
إذن لا يكفى فقط تحذير عموم الناس من مخاطر الفوضى والاضطرابات لضمان الاستقرار السياسى، الذى لا غنى عنه بالطبع لبناء الدولة والنهوض بها اقتصاديا بما يحقق المنشود من مستوى معيشى مناسب يفى لهم بتوفير احتياجاتهم الأساسية من غذاء وكساء ومسكن وكل الخدمات الضرورية، وإنما قبل ذلك لا بد من توافر الشروط الأساسية لهذا الاستقرار السياسى.