رئيس التحرير
عصام كامل

لا تسألونى!

رفض كيروش مدرب المنتخب المصري لكرة القدم الحديث عن استبعاده بعض اللاعبين من القائمة التى اختارها لتمثيل مصر في كأس أفريقيا، وعلل ذلك بأنه لا يتحدث عن لاعبين وإنما عن الفريق كله، وهو لديه خبرة أربعين عاما فى التدريب والمسئول عن الاختيارات!.. وبغض النظر أن من تابع المؤتمرات الصحفية التى عقدها كيروش تضمنت حديثا عن لاعبين معينين تحديدا، كان من بينهم من لم يختارهم في قائمة المنتخب لكأس أفريقيا، فإن كلام المدير الفنى للمنتخب المصرى لكرة القدم تشى بقناعة تسيطر على بعض المسئولين، وتتمثل في أنهم يعرفون كل شىء ويحتكرون الحقيقة والصواب ولا يصح مناقشتهم أو سؤالهم عما يفعلون أو يتخذون من قرارات! 

 

تلك القناعة يصنعها عادة مقعد المسئولية الذى يجلس عليه المسئول.. فهو قبل أن يجلس على هذا المقعد يهتم بأن يكون مستمعا بإنصات للناس، وباستعداده لتقبل ما يقولونه له، حتى يحصل على دعمهم وتأييدهم له أو لاختياره في موقعه.. وبعد أن يظفر بالمقعد ويستقر عليه يتغير الحال ويتصرف بطريقة مختلفة تماما فيها.. 

 

يرى أن الناس هم المطالبون بالإنصات له، لأن كل ما يفعله ويقرره هو الصواب، ولذلك لا يقبل أن يناقشه أحد في اختياراته وقرارته وسياساته ومواقفه وحتى آراءه الشخصية!، ويرفض الإجابة على أسئلة الناس له في تلك السياسات والقرارات والآراء، تحت دعاوى مختلفة منها ما قاله كيروش فى مؤتمره الصحفى إنه صاحب خبرة طويلة في عمله، وكأنه ليس لكل جواد كبوة، وبعض هذه الكبوات أحيانا تكون كبيرة! 

 

إن الخبرة الطويلة لا تمنع أن يقع المسئول في خطأ أو لا يحالفه التوفيق في بعض قراراته وتصرفاته، ولذلك ابتكرت الدول أشكالا مختلفة من المشورة التى تقدم للمسئولين وأحدثها مجالس الخبراء والمتخصصين ومراكز الأبحاث والدراسات وأيضًا المستشارين، وقبلها إبتكرت أشكالا من تقييم الأداء في شتى المجالات مع الرقابة السابقة واللاحقة على المسئولين إبتداء من الرياضة إلى السياسة مرورا بالاقتصاد. 

الجريدة الرسمية