العمل وتوزيع الفلوس
شدد الرئيس السيسي خلال افتتاحه عددًا من المشروعات الجديدة في الصعيد على إننا يجب أن نركز جل جهودنا على توفير المزيد من فرص العمل للمواطنين للتخلص من الفقر والبطالة، وأن هذا هو الأكثر جدوى من توزيع الفلوس على الناس تطبيقا للحكمة الصينية القديمة التى تنصح أن تقدم للجائع سنارة ليصطاد بها ما يحتاجه من السمك طوال الوقت، بدلا من أن تقدم له سمكة يسد بها جوعه لبعض الوقت.
الحماية الاجتماعية
غير أن كلام الرئيس السيسى لا يعني بالمرة حول رفضه توزيع الفلوس على الناس تخلي الدولة عن مسؤوليتها في تقديم الدعم للمواطنين الأكثر احتياجًا ممن يعيشون تحت خط الفقر.. فهذا واجب دستوري أصيل للدولة، ولذلك سعت إلى إقامة مظلة حماية اجتماعية توفر دعما ماليا مع فرص العمل لمن هم أقل قدرة وأكثر احتياجا، وهي المظلة التي تغطي الآن نحو نصف من يعيشون تحت خط الفقر في البلاد، ومخطط توسيعها.
أي إن الدولة وإن كانت الأولوية لديها توفير فرص العمل للمواطنين التي توفر لهم دخولا ينفقون منها على تدبير احتياجاتهم الأساسية والضرورية من غذاء وكساء وسكن وعلاج وتعليم وغيرها، فإنها لا تستطيع أن ترفع يديها عن مساعدة الأقل قدرة والأكثر احتياجًا.. فمن لا توفر لهم الدولة عملا يتعين عليها أن تقدم لهم العون والدعم الذى يساعدهم على تدبير بعض احتياجاتهم الأساسية حتى يتوفر لهم العمل المطلوب.
وكلما نجحت الدولة في توفير فرص العمل لمن يدخلون سنويًّا سوق العمل وبعض الذين يقفون في طابور البطالة انتظارًا لفرصة عمل، خفضت من الدعم الذي تقدمه للإقل قدرة والأكثر احتياجًا، ولم تعد في حاجة إلى زيادة الفلوس التي توزعها عليهم في إطار مظلة الحماية الاجتماعية، بل سيقل توزيع هذه الفلوس.. وهذا هو التحدى الذى تواجهه الدولة، أى دولة، ولا يمكن للحكومة، أى حكومة، وحدها أن تقوم بذلك وإنما يتعين أن يشاركها بحماس القطاع الخاص أيضا الذى يعمل فى منشآته النسبة الأكبر من العاملين الآن في البلاد، فإن فرص العمل لن تتوفر إلا من خلال إقامة المزيد من الاستثمارات.